لكل إنسان قلب، ولكل قلب أسراره، ولكن أن يولد إنسان من دون قلب، تلك هي حكاية بطل رواية الكاتبة السودانية آن الصافي المعنونة «إنه هو» الذي وعلى إثر نزلة برد عادية، كانت سبب اكتشاف ما هو عليه، كائن بشري في الثلاثين من عمره لا يملك قلباً في صدره!هذا الحالة، جعلت من الشاب نجماً...
لكل إنسان قلب، ولكل قلب أسراره، ولكن أن يولد إنسان من دون قلب، تلك هي حكاية بطل رواية الكاتبة السودانية آن الصافي المعنونة «إنه هو» الذي وعلى إثر نزلة برد عادية، كانت سبب اكتشاف ما هو عليه، كائن بشري في الثلاثين من عمره لا يملك قلباً في صدره!هذا الحالة، جعلت من الشاب نجماً مشهوراً تتناقل أخباره وسائل الإعلام المختلفة، أما الأطباء فاعتبروا إنها الحالة الأولى من نوعها في العالم ولا يوجد تسجيل لحالة شبيهة في كل مراجع العلوم الطبيعية.وجد الشاب نفسه أمام حقيقة مفروضة عليه، تغيّرت على وقعها حياته كلها، نعم؟ فَقَد من حَسَبها زوجة مناسبة لهُ. اكتشف حقيقة فيزيولوجية عنه، افتقر لدينامو الحياة المتعارف عليه "القلب"، وقرر أن يواجه مصيره دون قلب. ولكن هل يستطيع العيش من دون حبّ؟تتكشف الأحداث فيما بعد عن سيرة رجل، هو بالنسبة لكل من حولهُ، حالة مثالية ووسيلة للنجاح في بحث علمي شهي، وضحية لطبيبة نشطة تقوم بتزويد مركز أبحاث علمي بمعلومات جيدة للخبراء والباحثين عن حالات استثنائية.من أجواء الرواية نقرأ:"... رتابة الأيام تمر أمامه ولا يعبرها، فقط يتجاوزها بحلم جميل أن تكون شهد بخير يحوم حول عالمها وأحداث يومها. يبثها الأشواق كلما سنحت الفرصة. لقاءات قصيرة ومتقطعة ولكنها تفعل الأعاجيب بعالمه. يتخيل نفسه في رواية آسرة يعبر صفحاتها متشوقاً ماذا ينتظره مع كل فصل؟ يقلب الصفحات على عجل، لا يجد ما يجيبه على تساؤلاته. يعود ليقرأ بتأنٍّ وهوادة. يتأمل كل مشهد، كل كلمة، وكل حرف. يستلذ ويستزيد من هذه المشاعر الندية. لا شيء يعادلها.دوامات الاكتئاب تداهمه. يعاندها، تعانده. يسقط فيها حتى تلقيه على أعتاب الألم. ريح طيبة تأتيه وشهد. صوتها، اسمها أو حتى طيفها عابراً أمامه. يحاوره ذاك الصوت الخفي. يقفز من جمجمته. يجلس أمامه يحادثه ساخراً مرة، ويحنو عليه في بعض المرات. وأحياناً يكون متبلداً تماماً، يرغبه أن يتحاور ويخرج ما في قلبه! قلبه الغائب وما ينوب عنه سوى ضميره!