-
/ عربي / USD
تأثرت المنطقة العربية وحركات التحرر الوطني فيها، كغيرها من مناطق العالم الثالث، الواقع معظمها تحت حكم الإستعمار، بموجة الفكر والحركات الإشتراكية التي عمت العالم منذ إنتصار الثورة البلشفية في الإتحاد السوفياتي، التي انطلقت لتقدم بديلاً للرأسمالية وتناقضاتها الإجتماعية التي نشرت الإستغلال والإستلاب والفقر والنهب داخل المجتمعات نفسها وبين مركز النظام الأسمالي وأطرافه.
وقد حققت التجربة الإشتراكية العربية الكثير من الإنجازات، سواء على مستوى التنمية الإقتصادية وتطوير القطاعات الإنتاجية (الصناعة والزراعة)، أو على مستوى التنمية الإجتماعية وتحسين مستوى المعيشة والتعليم ومتوسط الدخل وإعادة التوزيع العادل للثورة الوطنية. لكن هذه التجربة عرفت الكثير من الإخفاقات أيضاً، وما لبثت أن أخذت تتفكك منذ سبعينيات القرن الماضي.
يدرس علي القادري في هذا الكتاب التجربة الإشتراكية العربية، وظروف نشوئها وأسباب تفككها، محللاً البنية الطبقية لتلك التجارب وأبرز التطورات التي عرفتها هذه البنية والتي ساهمت في تحويل هذه التجارب عكسياً بإتجاه الخيارات النيوليبرالية التي قضت على إنجازات المرحلة الإشتراكية لديها، وتحديداً البنية الإقتصادية المنتجة، وعززت دور الإقتصادات التجارية - الإستهلاكية غير المنتجة، وأعادت هيمنة الطبقة الكومبرادورية التي عرّضت هذه البلدان لعملية نهب إقتصادي لمصلحة مراكز النظام الرأسمالي العالمي، وسببت في تراجع معدل النمو وإضمحلال إنجازات التنمية الإشتراكية وإنخفاض فرص العمل وإنتشار الفقر، مقابل تراجع الوعي الطبقي وصعود صراع الهويات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد