يروي هذا الكتاب سِيرَ لبنانيين مسيحيين من جبل لبنان، وشهاداتِهم عن إنتماءاتِهم ونزاعات جماعاتهم وصراعاتها، وعن صلتهم بهوياتهم العائلية والطائفية، وبلبنانهم ولبنانيتهم، وكيف وعوا ويعون هذا كله في مسارات حياتهم. وتتقصّى السِّير والشهادات الشِّقاق والنزاعات في مجتمع جبل لبنان في اوقات من القرن العشرين: الشِّقاقات العائلية والبلدية والأهلية، الطبقية والمرتبية والنَسَبيّة والعشائرية المتوارثة، الحزبية، والعقائدية التي لا تخلو من أصداء الهويات الأهلية والفئوية والمناطقية. ...

واليوم، بعد مضي عقود ثلاثة على توقف الحروب الداخلية الملبننة (1975- 1990)، ها نحن نحصد ثمارها: عصبيات وجماعات وأجهزة وزعماء وطوائف، تنافر ودبيب فوضى شاملة، تحلّل جماهيري في العمران والأشياء، في الحياة اليومية والحوادث واللّغات والتعبير. وفي لبنان العثرات الدائمة، الموقوف دائماً في مهبّ الحروب، وحدهم بقايا الجماعات والعصبيات والخارجون منها وعليها، يجتمعون اليوم أو يلتقون في مناسبات والعصبيات والخارجون منها وعليها، يجتمعون اليوم أو يلتقون في مناسبات متباعدة، تشبه مباني التراث الشاهقة بتواضع القِدم الأثري المتقشّف ببهائه الأثيريّ القديم المُصان بالتجديد وسكينة الهجران. وليس كمثل الكنائس والأديرة تشهد على قوّة هذين السكينة والهجران.