ما أجمل أنْ يُترجِمَ الإنسانُ ما يدورُ في خَلَدِه حتَّى وإنْ أصابه التَّعبُ، وأرهقه النَّصبُ في سبيل طموحه الجادِّ، بل إنَّ هذه هي طبيعة الحصول على اللَّذَّة الحقيقيَّة، حيث يكمن لذيذ حصادِها بعد التَّعب والنَّصب، ومن دون ذلك لربما لا يشعر بالفرحِ والسَّعادة إلاَّ أيَّاماً معدودةً، ثمَّ تذهب أدراج الرِّياح، وكأنَّ شيئاً لم يكن، أمَّا ما كان عن جدٍّ ومثابرة ومتابعة وتنقيب، فتبقى لذَّتُه راسخة ثابتة في النَّفس، والوجدان، والذِّهن، والعقل!...

إنَّ تلبية الطُّموح، وتسليط الضَّوء على أحد جوانب خِدْمة الوطن، ونشر ما يمتاز به من صفات أهلها الحميدة المتجذِّرة فيهم من عمق التَّاريخ، وما يحظّى به من سياسة لَمِّ الشَّمل بين حنايا صَدْر البلد، وإحتواء الوضع ضمن أسواره لَهِيَ إحدى سِمات البِرِّ بالأوطان، وحبِّ البلدان، إذ: "عُمِّرت البلدان بحبِّ الأوطان"، ولذا جاء الكتاب هادفاً إلى تأصيل مفاهيم التَّعايش والتَّسامح في الإسلام، وتسليط الضَّوء على ما يمتاز به شعب سَلْطنة عمان من قِيم ثابتة، ومبادئ راسخة في ذلك.