يحاول الكتاب تقديم فكرة التربية الديمقراطية، بإعتبارها منجز نظري ضخم للعقل الحديث، لا يزال يُشكّلُ السّياق الرئيسي لفهم سيلان حركة الفكر التربوي المعاصر.فالتربية الديمقراطية هي برادغم فكري، وهي براديغم حديث يتقاسم مع باراديغمات الحداثة نفس قيمها المعرفية والإنسانية،...
يحاول الكتاب تقديم فكرة التربية الديمقراطية، بإعتبارها منجز نظري ضخم للعقل الحديث، لا يزال يُشكّلُ السّياق الرئيسي لفهم سيلان حركة الفكر التربوي المعاصر. فالتربية الديمقراطية هي برادغم فكري، وهي براديغم حديث يتقاسم مع باراديغمات الحداثة نفس قيمها المعرفية والإنسانية، مثل حرية الفرد الفكرية والسياسية والإقتصادية، ومركزيته المعرفية، وكونية العقل، وتثمين العمل والجهد الحر، وحتى نتمثل "المعتقدات العلمية المشتركة" التي يقوم عليها هذا البراديغم، علينا العودة إلى المشترك في النصوص أو البوابات الضخمة للتربية الحديثة، وهي نصوص ج. لوك، وج.ج. روسو، وإ.كانط. ومعنى إنتماء جميع النظريات التربوية الحديثة والمعاصرة إلى هذا البرادغيم، يتجلى في كونها تتقاطع صراحة أو ضمنا مع قيمه الرئيسية التي تبلورت منذ الحداثة.
وينسحب هذا التوصيف على جميع النظريات الكبرى الفارقة في تاريخ التربية الغربية الحديثة: من بستالوتزي وفروبل، وماريا منتسوري، وهاربارت، وتولستوي، وسبنسر، وديكرولي... مروراً بجون ديوي، الذي دفع بمفهوم التربية الديمقراطية إلى أقصى التناسق والعمق الممكنين، وصولاً إلى الإنفجار المعرفي لعلوم التربية ونظريات التعلّم...
ونهاية بالنظريات الفاعلة في مجال البيداغوجيا والديداكتيك اليوم، وهي جميعها من هذه الزاوية تتقاسم نفس القيم الباراديغمية التربوية الكبرى الحديثة، ولم تخرج عنها بعد.