-
/ عربي / USD
لماذا الحداثة وما-بعد الحداثة؟ يسعى هذا الكتاب إلى الإسهام في التعريف بأهم مُميزات الفكر الغربي، وتَسلِيطِ الضَّوءِ على الكثير من القضايا والإشكال... يات التي رافقت تَحَوُّلَهُ من الحداثة إلى ما-بعد الحداثة. لقد نُظِرَ إلى الحداثة الغربية على أنها قامت بالأساس ضد كل ما يرمز إلى القديم أو السابق، وبالتالي الاعتراض عليه، وأنها ظاهرة متنوعة الأبعاد؛ تَرتَبِطُ بكل المجالات سواء الاجتماعية أو السياسية أو الفلسفية أو الجمالية وغيرها، وإن هذا التَّصَوُّر حول الحداثة زاد في نشره فلاسفة ومُفَكِّرُوا الحداثة، خصوصًا فلاسفة التنوير الذين ساهموا في تأسيس مملكة العقل التي تَرَتَّبَ عنها التَحَوُّلٌ من مركزية الدين إلى مركزية الإنسان، فساد الاعتقاد آنذاك بِيَقِينِيَّةِ المفاهيم الـمُطلَقَة والكُلِّيات، وهذا ما أعطى مَشرُوعِيَّةً أكثر للميتافيزيقا.
يساهم كتابنا هذا في توضيح معالم الحداثة وما-بعد الحداثة الغربية، وتبيان خصائص وأهمية كل مرحلة، وهذا ما سعى إليه كل الباحثين المساهمين فيه، وهنا تكمن قيمة وأهمية، بل وضرورة هذا الكتاب. وإننا نأمل أن يكون كتابنا هذا محاولة فلسفية جادة، وإسهامًا فعليًا في إثراء المكتبة العربية بكتاب لا يتوقف هدفه عند حدود معرفة فكر وثقافة الآخر، وإنما عساه يكون سبيلًا لتحديد موقعنا من الحداثة وما أحوجنا نحن العرب والمسلمين إلى حداثة تحررنا من تبعية الموروث وتقليد الآخر. أما بالنسبة إلى الدراسات الموجودة بين دفتي هذا الكتاب، فمنها التي تدرس بعض القضايا والمفاهيم المرتبطة بالحداثة وما-بعد الحداثة مثل مفهوم الأنوار، والدولة، والكولونيالية وما-بعد الكولونيالية، والبيئة وغيرها، ومنها التي تختص بدراسة بعض النماذج من المفكرين الذين أَسَّسُوا للمراجعة النقدية للحداثة من أمثال هايدغر، أو الذين أَيَّدُوا مشروع الحداثة مثل هابرماس، أو الذين نَظَّرُوا للفكر ما-بعد الحداثي مثل فرانسوا ليوتار.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد