يتناول المؤلف في هذا الكتاب طرح قضية مغزى الحياة في الأدب الروسي للقرن التاسع عشر وخاصة في إبداع الشاعرين الروسيين الكبيرين الإكساندر بوشكين وميخائيل ليرمونتوف ثم يتناول جدلية "النفوس الميتة" رائعة نيكولاي غوغول ومذهب السلوك الإجتماعي في عقد الأربعينيات من القرن التاسع...
يتناول المؤلف في هذا الكتاب طرح قضية مغزى الحياة في الأدب الروسي للقرن التاسع عشر وخاصة في إبداع الشاعرين الروسيين الكبيرين الإكساندر بوشكين وميخائيل ليرمونتوف ثم يتناول جدلية "النفوس الميتة" رائعة نيكولاي غوغول ومذهب السلوك الإجتماعي في عقد الأربعينيات من القرن التاسع عشر خاصة في روايات غونتشاروف وتورغينيف وغيرتسن إذ ولدت في ذلك العقد جميع الأفكار الأساسية التي عاش بها المجتمع الروسي في القرنين التاسع عشر والعشرين والتي ظلت محفوظة إلى يومنا هذا وما زالت تؤثر على مفاهيمنا إلى درجة كبيرة. ويطرح موضوع الموت والسلطة في رواية ن. غ. تشيرنيشيفسكي "ما العمل؟"، ويؤكد على أن هذه احتلت مكانة مركزية في أدب الستينات والسبعينيات، و"مذكرات قبو" و"الحرب والسلام" و"الشياطين" و"الإخوة كارامازوف" كانت بدرجات مختلفة نقاشاً لأفكار هذه الرواية، فقد دشنت قصة دوستويفسكي "مذكرات قبو" المرحلة الدينية الفلسفية من الواقعية الروسية.
قدم الكاتب فيها نموذجه للإنسان "الجديد" ويستعرض فكرة الإنتصار على الموت في رواية ليف تولستوي "الحرب والسلام" وسعي تولستوي في الحرب والسلام للدفاع عن الحياة تشاؤمية لأونيغين وبيتشورين الواضحة ومن إهمال الواقعية الإجتماعية لها، ثم يستعرض محاولة دوستويفسكي في "الإخوة كارامازوف" للرد على شكوك وخيبة أمل الإنسان المعاصر المعبر عنها في نقد الدين.
وموقف تولستوي في قصة "موت إيفان إيليتش" من علاقة الإنسان المعاصر بالحياة التي تنكشف بأوضح صورة في علاقته الموت، ويقدم أهمية الأفكار في قصص أنطون تشيخوف وعرضها كما هي بغض النظر عن حقيقتها وكذبها تقديمها أو رجعيتها وكيف تجعل الفرد أعمى وتقوده نحو الخطايا وتحطم علاقاته بالقريبين منه، بينما يصور بونين الأبطال الذين يقومون بالأفعال إنطلاقاً من الغرائز العصية على الفهم من طرف الإنسان، إنه يقّرب الإنسان من الحيوان عندما يضفي عليه ملامح المنطق الحيواني.