ساد مفهوم التأمل في الفلسفة مع بداياتها الأولى وقد رسم الحد الارسطي للتأمل صفات تتعلق بأهمية تجاوز المظاهر السطحية للأشياء، لأجل التغلغل في اعماقها وفهم مبانيها الأساسية فباتت التأملية الفلسفية تشترط اختراق المباشر والظاهر، لكي تظفر بالثابت والكلي ثم ما لبث مفهوم التأمل...
ساد مفهوم التأمل في الفلسفة مع بداياتها الأولى وقد رسم الحد الارسطي للتأمل صفات تتعلق بأهمية تجاوز المظاهر السطحية للأشياء، لأجل التغلغل في اعماقها وفهم مبانيها الأساسية فباتت التأملية الفلسفية تشترط اختراق المباشر والظاهر، لكي تظفر بالثابت والكلي ثم ما لبث مفهوم التأمل ان دخل العلوم العملية وصار مرتبطا بالفعل الأخلاقي الحصيف وهو الفعل المبني على التأني والتأمل في عواقب الأفعال قبل الاقدام على فعلها وكانت الثمرة هي الرؤية قبل الفعل والحصافة قبل التدبير. فكان ان ساد هذا المفهوم للتأمل في العلوم النظرية والعلوم العملية بسبب هذا الأثر الارسطي الكبير. هذا الكتيب هو حوارية تأملية حول هذه الموضوعات القلقة في الفكر المعاصر وابداء للراي فيها ويجدر التنويه ان هذه النصوص في صميمها مقدمات لكتب او مقدمات افتتاحية لمجلة توليت رئاسة تحريرها، وآمل ان يجد فيها القارئ قيمة السؤال اكثر من الجواب وشعور بالأزمة اكثر منها توصيف لها وتيقظا من الغفلة الفكرية والمنهجية التي باتت تلازم الحال الثقافي للإنسان اكثر من البقاء في حال النسيان.