القصيدة عند سلمان الجربوع عبارة عن منظومة حركية تمثل صورة حضور الشاعر في القصيدة، وإذ نحن إزاء حركة مستمرة منذ بداية كل قصيدة حتى نهايتها.في "محاولة حائط للتعبير عن قلقه" تقرأ قصائد متنوعة، تبحر بك في أكثر من إتجاه وتحملك إلى آفاق لا حدود لهان ولكنها تظل تحتفظ بذات الطابع في...
القصيدة عند سلمان الجربوع عبارة عن منظومة حركية تمثل صورة حضور الشاعر في القصيدة، وإذ نحن إزاء حركة مستمرة منذ بداية كل قصيدة حتى نهايتها. في "محاولة حائط للتعبير عن قلقه" تقرأ قصائد متنوعة، تبحر بك في أكثر من إتجاه وتحملك إلى آفاق لا حدود لهان ولكنها تظل تحتفظ بذات الطابع في كل مرة، طابع حضور الذات الشاعرة في النص، لنقرأ "ملل": "الملل يزجّي وقته أيضاً... يتمشى في دماغ شاعر... (وربما وقف طويلاً... أمام مجازٍ معلّقٍ من قدميه)... أو يتغزل بصورته في المرآة ويواعدها على العشاء... أو يسافر دون أن يخبر أحداً... أو يتفرج على مباراة قديمة في المصارعة الحرة... أو يخوض حرباً بالوكالة... أو يتدلى من حبل مشنقة... ويوم يروق... ونادراً ما يفعل... يصير مراهقة بقميصٍ أصفر... وروحٍ مخطوفة اللون... تسند ظهر شجرة في حديقة المدرسة... وبيدها الناحلة... تهدئ روع العشب".
وبهذا المعنى يبدو الشاعر وكأنه يترك لمفرداته الحرية أن تتحرك وتلبس ما تريد وتظهر كما تشاء، وبها تستنطق القصيدة الشاعر وعالمه الداخلي ورؤياه ومن ثم تزيد من تصعيد حساسية القارئ لعناصر التشكيل الشعري في النص المقروء.
من عناوين المجموعة نذكر: "صباح"، "شريطة"، "يومٌ غانم"، "زحمة"، "نأسف للإزعاج"، "انتبه، أمامك وطن!"، "مرآة المقهى"، "فنجان"، "زئبق"، "أوقات ميتة"، "ملل"... وقصائد أخرى.