-
/ عربي / USD
تدعونا نصوص (السأم) التي جمعتها (دنى غالي) في هذا الكتاب إلى الحذر من التقدم في مساحتها السردية، وفتح دلالاتها على تنويعات شديدة الوفاء للمناجاة الشعرية. فجأة نتنبه إلى أن لغة الكائنات المتكلمة بطلاقة المنفى هي لغتنا أيضاً، وأنها لم تغادر أعشاشها كما تصورنا، فيتنابنا السأم الذي ينتابها.
من الصعب أن نشق طريقنا في نص هو صدى لنفس لم يزدها البعاد إلا غرقاً في الوحشة والاستذكار. إنها نفس تحيا بالكلمات، هاجرت إلى أقصى الأعماق بصحبة أسماء وذكريات، ثم تركتها هناك، وانبثقت إلى الأعلى، هرباً من البيت الطفولي، الأسرة، الجذور، الكلمات نفسها التي استعملتها مراراً وتكراراً في خريفها البعيد، المقابل للخريف الدانماركي، فاختلطت عليها الأبعاد.
تلتحق هذه النصوص بمقام اللغة الثانية، بجولات واسعة على الجانب الآخر، لكنها تأبى أن تفك ارتباطها بلغتها الأولى، الصور الراسبة، العلاقات الباهتة، الرفرفة بجناح اللوم والهذر حول المرفأ المهجور، الذي رحلت منه.
محمد خضير
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد