-
/ عربي / USD
على الرغم من التنوع في الحياة الدينية في إيران بعد الاسلام فإن المذهب السني ظل مهيمنا على مشهد الحياة الدينية فيها منذ ان تمايزت الفرق الاسلامية وتحددت الاطر العقائدية والفقهية لكل مذهب من المذاهب وحتى تحول إيران الى المذهب الشيعي الاثني عشري بعد قيام الدولة الصفوية في البلاد واقرارها المذهب الشيعي مذهبا وحيدا لشعبها وأحيانا اجبار الناس على اعتناقه بحد السيف.
تأتي هذه الاطروحة الاكاديمية عن مركز نماء لترصد حقبة تاريخية مرتبكة في عمليات تأريخها تحت ضغوط التطييف وغلبة المزاج العقدي وتزيد من صعوبة تأريخها الحيادي قلة المادة الحضارية المتعلقة بالمذاهب والفرق في المصادر التاريخية للفترة التي تناولتها الدراسة بالإضافة الى المغالطات التاريخية التي ساقها الباحثون الايرانيون في كتبهم وابحاثهم عن الحياة المذهبية في ايران في تلك الفترة التاريخية فبالغوا في توصيف الوضع الذي كان عليه المذهب الشيعي وفي الوقت نفسه وصفوا المذهب السني بما ليس فيه وقد تطلب ذلك الرد على تلك الآراء بما صح من الروايات التاريخية في المصادر رد علميا بعيدا عن الدائرة المذهبية الضيقة مع قبول ما قيل في تلك الدائرة المتحيزة ان كان حقا في نفسه.
سعى المؤلف في هذه الدراسة لتقديم وصف واضح وشامل للصورة التي كانت عليها الحياة الدينية في إيران منذ فترة التي اعقبت سقوط الدولة الايلخانية وحتى قيام الدولة الصفوية اذ ان دارس الحياة الدينية في الاسلام لا ينبغي ان يستغرقه تقييم عادات المسلمين في التدين والحكم عليها في ضوء البنية النصية للإسلام المتمثلة في نصوص القرآن الكريم ونصوص الحديث وترجمة هذه وتلك في افعال السلف وممارساتهم فذلك مما يعنى به دارس الفقه او الشريعة او علم الكلام ولا يعيره دارس التاريخ من عنايته الا مقدار ما يخدم غايته.
وبعبارة اخرى: يجب ان نعنى برصد طرائق المسلمين في ممارسة الدين بغض النظر عن مدى اتفاق تلك الطرائق مع الاسلام الحق او مباينتها لأصوله.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد