-
/ عربي / USD
يعتبر الشغف بالترف والرفاهية المعيشية أحد أبرز مظاهر «إنسان الحداثة»، إذ باتت عقلية هذا الإنسان في سعي متواصل لبلوغ ملذات ومتع الدعاية الصناعية والتجارية التي انبنت عليها أسس التحديث، وباتت الروح الإنسانية منسحقة أمام هذا النمط الجديد من الاهتمامات.
يأتي هذا الكتاب، في نسخته العربية الصادرة عن مركز نماء، ليساهم في تقريب منجزات «نقد الحداثة وما بعد الحداثة» التي يشتغل عليها الفيلسوف الفرنسي جيل ليبوفتسكي مع أحد أبرز المتخصصات في العلامات التجارية العالمية البروفيسورة إلييت رو، حيث يساهمان في هذا الكتاب، من دون تشابه زوايا النقد، في طرح قضيتيتن بمعالجيتين؛ الأولى: تأويل سوسيوتاريخي لأركيولوجيا الترف وتحولات هذا الترف عبر التاريخ الحديث. بينما تطرح المعالجة الثانية: مقاربة تسويقية وسيمائية للترف تركز على هوية الماركات وتدبيرها على مر الزمن.
إن تنوع أوجه النقد والنظر فيما أقترفته الحداثة في الإنسان، روحيًا وجسديًا، كما طرح هنا في الكتاب، يساهم بصورة مهمة في ترقية الوعي الإنساني الراهن بضرورة مراجعة أنماط الحياة الاستهلاكية المبالغ فيها والتي تعصف بمجتمعاتنا، خاصة وأن حركة نقد الحداثة في حالتنا العربية والإسلامية متأخرة للغاية، على المستوى الثقافي والاجتماعي، وهو ما يجعل من تقديم هذا الكتاب ضرورة ثقافية ومعرفية يحتاجها المثقف العربي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد