-
/ عربي / USD
تتأرجح المجتمعات المعاصرة بين خطابين يمثلان طرفي نقيض؛ خطاب إحياء الأخلاق من ناحية، وخطاب الانحطاط الأخلاقي من جهة أخرى. قد نجد روابط ممكنة بين هذين الخطابين؛ حيث يمكن تفسير الغليان الأخلاقي كونه ردة فعل على الانهيار السلوكي، وانتعاش الضمائر كونه كفاح ضد الفردانية منعدمة المسؤولية، لكن هذا الربط عاجز عن تفسير تعقيدات التشابك الحاصل بين الفردانية والتطلع الجماعي للأخلاق.
يقدم مركز نماء النسخة العربية من هذا الكتاب للعالم الاجتماع جيل ليبوفتسكي، والذي يسعى للإجابة عن أسئلة محورية ومركزية في هذا الإطار، حيث يحاول الإجابة عن ماهية الازدهار والنشاط الأخلاقي ، أو بصورة أخرى؛ مناقشة فكرة «العودة إلى الأخلاق»، في مقابل الإكراهات الحديثة الفردانية المضادة للقيم الأخلاقية، وذلك وفق فلسفة نقد الحداثة وما بعد الحداثة التي يشتغل من خلالها ليبوفتسكي، حيث يتطرق إلي مفاهيم «علمنة الأخلاق»، وتطورات «عصر الخروج من الدين»، و«المجتمع ما بعد الأخلاقي»، بالإضافة لرصد انحسار مفاهيم الواجب الأخلاقي وأدوار مؤسسات الضبط الاجتماعي التقليدية نتيجة السياسات النيوليبرالية.
يستكمل مركز نماء بتقديم هذه الترجمة بعضًا من أعمال ليبوفتسكي المهمة في إطار صعود مدارس نقد الحداثة وما بعد الحداثة في الفلسفة الاجتماعية الغربية الحديثة، ورغبة في تقريبها للقارئ العربي والمكتبة العربية لتكون رصيدًا في تطوير الفكر والأدوات النقدية العربية في هذا الإطار.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد