-
/ عربي / USD
لم يحظ النقد الروحي للحضارة الغربية الحديثة بتكبير عناية من قبل الكتاب والمفكرين، فلذلك كان حرصنا على إحياء هذا النمط أو الإتجاه النقدي مسايرةً لغيره من أنماط النقد الحضاري وإتجاهاته.
ولعل جينو من الأفراد الذين سبقوا في هذا المضمار، فأسس مدرسة تبعه فيها خلق كثير من الكتاب العربيين من مختلف البلدان، وقد أفرد لهذا النقد كتباً ثلاثة صدرت تباعاً هي "الشرق والغرب" (1924)، و"أزمة العالم الحديث" (1927)، و"هيمنة الكم وعلامات الأوقات" (1945)؛ على أن كتابه "أزمة العالم الحديث" ظل هو أشهر هذه الكتب وأسيرها في الناس ذكراً.
ولعل بعض ذلك راجعٌ إلى أن هذا الكتاب ينزل منزلة "النقد التطبيقي" للآراء التي هو ذكرها في كتاب "الشرق التطبيقي" للآراء التي مر ذكرها في كتاب "الشرق والمغرب"، فهو أنماط ونماذج شتى لما أفضت إليه الأصول الفكرية للعقلية الغربية الحديثة من تدهور في مجالات العلوم والسياسة والإجتماع.
وليس من شك في أن نفوس أغلب الناس أكثر إنعطافاً إلى هذا النقد العملي منها إلى النقد النظري، لأنه يقوم من هذا الأخير مقام الأمثلة "الجزئية الشارحة من القاعدة الكلية المجردة، ولا يخفى أن عموم الناس يتجافوْن عن كل مجرد كلي، ويَخِفُّون إلى كل مُشَخُّص جزئي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد