بلمسات فنية بسيطة تحول "ميغل ليتين" المخرج السينمائي المبعد عن أرض وطنه إلى زي رجل أعمال متنكر والهدف من ذلك هو رسم صورة سينمائية واضحة عن الأعمال التعسفية التي يرتكبها الجيش البوليسي التشيلي بحق الشعب وعنفوانه وحقوقه كمواطن ينتمي إلى دولة. وبحماية مجموعات المقاومة السرية استطاع "ليتين" أن يتفتل داخل البلاد مديراً ثلاث مجموعات أوروبية للتصوير، والنتيجة فيلماً مسلسلاً للتلفزيون ولكن الحقيقة يجب أن تدوّن وتنشر وهذا هو الهدف الذي سعى إلى تحقيقه "غابريال غارسيا ماركيز" الذي استطاع أن يدوّن العديد من الاستجوابات المضنية والمذكرات العامة التي أحاطت بالمغامرة الإنسانية الكاملة التي عاشها "ليتين". وهذا الكتاب الذي نقلب صفحاته هو نص تقريري وإعادة بناء عاطفية لمغامرة هي دون شك في حقيقتها المطلقة أكثر عمقاً وتأثيراً من الغاية الأساسية ألا وهي إنتاج فيلم هزئ من مخاطر القوى العسكرية.