تقتصر مصادر الإمارة التنوخية المتعلقة بالقرنين الخامس عشر والسادس عشر على مؤرخين هما صالح بن يحيى المتوفي في أواسط القرن الخامس عشر، وحمزة ابن الفقيه أحمد بن سباط المتوفى سنة 1520م أو بعدها. وقد حقق الأب لويس شيخو البيسوعي مخطوطة صالح بن يحيى، وأما مخطوطة ابن سباط التي بقيت من غير تحقيق، عملت الباحثة نائلة تقي الدين قائدبيه على تحقيقها في هذا الكتاب، حيث حققت ترجمة "الفصل العاشر" من كتابه "صدق الأخبار" والذي تحتوي حواشيه على تكملة ما بدأه صالح بن يحيى من تاريخ الأمراء البحتريين، إلى جانب "الفصل الحادي عشر" حيث يتابع المؤرخ أخباره ضمن الإطار التاريخي العام لتلك الفترة الأخيرة من عهد المماليك وبداية العهد العثماني. وقد عاصر ابن سباط تلك الفترة ودوّن أحداثها بدقة وأمانة علمية، ولو مع التحيز لغرض آل بحترة ولكتاب "صدق الأخبار" أهميته التي تكمن في تغطيته لهذه الفترة من تاريخ لبنان التي هي الأكثر غموضاً لقلة المعلومات الثابتة عنها، وبالإضافة إلى ذلك، اعتماد الكثير من المؤرخين "ابن سباط" مصدراً في أبحاثهم.