-
/ عربي / USD
رباه عفوك عن مسيء أثقلت/أكتافه الأوزار يا مولائي. رباه رحمتك التي تسع الورى/دعني ببردتها يكن مثوائي. ياعالم النجوى أغثني وإحمني/من شر نفسي وإحتما أعدائي. يا موئل الضعفاء مالي مؤئل/ألاك: فليختم رضاك بقائي. فلأنت أعلم يا إلهي يالذي/ألقاه من ضنك ومن بأساء. تتكاثف الظلمات، قلبي والعدا/جيشان هدا شاهقان بنائي. وأرى مريد السوء يسعى جاهداً/يارب كي يقضي على عليائي. مالي سواك إذا الخطوب تكاثفت/فيزيل ما ألقاه من برحاء. يامن إذا ناديته في كربتي/كان الملاذ دفك قيد شقائي. ياحي ياقيوم يامن أمره/في " كن " دعوتك فإستجب لدعائي. حاشاك ترجع عن نوالك سائلاً/ولقد كفلت معيشتي وبقائي. يارب مد إلي راحة رحم/في محنتي يا أرحم الرحماء. وإختم حياتي بالصلاح فإنني/نكبت عن طرق الهدى مسرائي. شغلتني الدنيا بنضرفها وكم/طاوعت خليها ورضيت شفائي. يارب أمة أحمد نكبت وما/من منقذ إلاك يا مولاتي. يتجه الشاعر إلى الساحة الآلهية في روح إشراقية طلباً للفيض الصمداني وإبتغاء للغفران الرباني الذي لا تحده حدود ولا تقف في طريقه سدود فهو غافر الذنب قابل التوب، منه البدء وإليه المنتهى تعالت أسماؤه وتقدست صفاته اللطيف الخبير. وإلى ذلك فإن في هذه القصيدة نفحات صوفية تؤطر معانيها وتزين مبانيها وتجعلها أقرب للمناجاة فالشعار بمصداقيته وشفافيته عباراته حمل القارئ معه على سحابات إشراقية سمت به لتجعله أقرب وأقرب إلى من هو في رحاب قدسه وجلاله. ولن تقف مقدرة الشاعر عند هذا النمط الشعري بل هو أبدى إبداعاً وإتقاناً عندما طرق باب جميع الأغراض الشعرية الوطنية والإجتماعية والسياسية والتربوية. بإستطاعة القارئ رؤية هذا الشاعر المبدع الذي أخلص للشعر وللقافية، رؤية من خلال ديوانه هذا ولو بصورة قريبة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد