-
/ عربي / USD
تندرج هذه الرحلة إلى فرنسا ضمن الرحلات الدبلوماسية، وهي عادة ما يكلّف أصحابها بمهام محدّدة بين ملوك الأقاليم وسلاطينها تتمثل في إفتكاك أسير وتأكيد أواصر الصداقة أو إبرام إتفاقية. وقد عيّن السلطان العثماني أحمد الثالث السفير محمد جلبي أفندي مبعوثاً إلى ملك فرنسا لويس الخامس عشر لفتح عهد جديد في العلاقات بين الإمبراطورية العثمانية وفرنسا. وهذه الرحلة التي دوّنها محمد أفندي المعروف بــ "يكرمي سيكيز" المتوفى سنة 5411هـ / 2371م من بواكير هذا النوع من الرحلات في التراث العربي الإسلامي ودوّنها إثر عودته من باريس في شكل تقرير عن هذه الرحلة قدّمه إلى الصدر الأعظم إبراهيم باشا. ولدى إطلاع المحقق على النسخة المخطوطة من هذه الرحلة، المحفوظة في مكتبة جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية اكتشف ما لها من قيمة فهي تندرج في بواكير الرحلات الشرقية إلى أوروبا. دوّن محمد أفندي ما شاهده في فرنسا من مظاهر التقدّم العلمي والمعامري والفنيّ، ووصف القصور والحدائق والمعاهد التعليمية والمسارح وتحدّث عن مكانة المرأة ودورها في الحياة العامة. خلال مرحلة تعرفه على النص سيكتب المحقق "كلّما تقدّمت في قراءة نصّ الرحلة رغم أسلوبه الضعيف أدركت قيمة ما دوّنه محمد أفندي، فقرّرت تحقيق هذه الرحلة، أملاً أن أساهم في إضافة نصّ مهمّ ووثيقة نادرة إلى المكتبة العربية أسهمت إلى حدّ ما في بناء جسور التّواصل بين العالم الإسلامي وأوروبا في القرن الثامن عشر ميلادي". وقد اعتمد المحقق في عمله على النسخة المشار إليها ونسخة أخرى محفوظة في المكتبة الملكية بمدريد، فقام بالمقارنة بين النسختين، واشتغل على سد ثغرات الواحدة منهما بالأخرى، وأعد فهرساً للأعلام والأماكن والموضوعات، وقدم دراسة ضافية للرحلة بحيث تشكل هذه الدراسة مدخلاً إلى الرحلة وموضوعاتها وزمنها ومسارها وشخصية صاحبها. وقد استحق عن عمله جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة – فرع تحقيق الرحلات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد