-
/ عربي / USD
في منتصف يوم الثلاثاء العشرين من نوفمبر 1979 ، قطع التلفزيون السعودي بثه ليظهر الأمير نايف بن عبد العزيز على الشاشة وآثار التعب ظاهرة عليه المختلطة بملامح البشرى ليعلن ( أنه تم فجر اليوم تطهير قبو المسجد الحرام من جميع عناصر التمدد أتباع جهيمان العتيبي ) ، ليدخل الطمأنينة على مليار مسلم ، بعد ذلك المؤتمر الصحفي ، عرف العالم أن الأمير نايف هو الرجل القوي في الأمن السعودي ، وأسدل الستار على أصعب مراحل التاريخ السعودي الحديث ببصمة أمنية تحمل إسم نايف بن عبد العزيز . ولد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود عام 1352 ه / 1933 م في الطائف ، وهو الإبن الثالث والعشرون من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز إبن عبد الرحمن آل سعود ، تتلمذ الأمير في مدرسة الأمراء ، وتلقى التعليم على يد والده الملك عبد العزيز وعلى أيدي مجموعة من كبار علماء العلوم الشرعية ، والآداب والشعر العربي ، والعلوم السياسية والدبلوماسية والإدارة ، مستفيداً من رؤية والده المؤسس . تبوأ مناصب عديدة على قدر من الأهمية ، وأثمرت جهوده عندما كان وليّاً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نهضة شاملة لقطاعات العمل الأمني ، وأرست في إرساء دعائم الأمن والإستقرار في المملكة . وكانت الإستراتيجية الأمنية كان يتّبعها الأمير نايف لا تقتصر على الحماية الدفاعية فقط ، بل شملت الضربات الإستباقية التي ينفذها جهاز الأمن في فترات عصيبة مرت بها البلاد ، وتبرهن على مدى الحرص واليقظة التي يتمتع بها الأمن السعودي تحت قيادته . هذا وإن معركته ضد الإرهاب التي هو فارسها حظيت بكل تقدير من الشعب والأسرة الدولية ، وطالبت عدة دول بضرورة الإقتداء بها والإستفادة منها . وقد أعلن النادي الأدبي بالحدود الشمالية في نهاية عام 1434 ه مسابقة ( القوي الأمين نايف بن عبد العزيز ) وحدد محاورها كما يلي : المحور الأول : الدور الأمني ويشمل : أ- الأمن الداخلي . ب – مكافحة الإرهاب . ج – الأمن الفكري . المحور الثاني : دوره في خدمة الإسلام بشكل عام ، والسنة النبوية بشكل خاص على مستوى العالم . أما لماذا القوي الأمين نايف بن عبد العزيز ، فلما يمثله من ثقل سياسي كوزير للداخلية في المملكة العربية السعودية ، وكرئيس فخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ، ولاحقاً ، وليّاً للعهد بالإضافة إلى الإحتفاظ بوزارة الداخلية ، هذه الوزارة المنوط بها أمن الوطن وهو ينعكس على أمن دول الخليج العربي والدول العربية والشرق الأوسط كافة . وقد هيأ لمنسوبي وزارة الداخلية بمختلف قطاعاتها أفضل الدورات التدريبية التي تقام في الداخل والخارج ، وأنشأ عام 1978 م جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، وهي منظمة عربية ذات شخصية إعتبارية تتمتع بصفة دبلوماسية في العاصمة السعودية الرياض ، وهي الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب ، تعنى بالتعليم العالي والبحث العلمي والتدريب في المجالات الأمنية والميادين ذات العلاقة . وأسهمت الجامعة ، ورجالات وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية ، برئاسة الأمير نايف بتطوير أداء أجهزة الأمن والعدالة الجنائية من منطلق المعرفة الشاملة للأمن يهدي من الشريعة الإسلامية ، وكان الأمير نايف رئيساً لمجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية . وقد ترك خلفه إرثاً كبيراً من الكراسي التي تسهم باستمرار الدراسات الأمنية لتبقى نبراساً للأمن في المملكة العربية السعودية . لذا كانت مسابقة ( القوي الأمين نايف بن عبد العزيز ) التي شارك فيها مئات المتسابقين من داخل المملكة وخارجها ، ورصدت لها مبالغ مالية ، تقديراً من النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية للقوي الأمين نايف بن عبد العزيز ، ولكل ما قدمه ليكون الوطن آمناً مطمئناً بعد توفيق الله ، ثم بقوة وصلابة نايف ومن معه من رجالات وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية . وها هو النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية يكرّس هذا الكتاب الذي تضمن هذا العمل المتمثل في هذه المسابقة ، والتي شملت إختيارات دقيقة لأبرز المشاركات الفائزة فيها بين يدي القراء على أمل أن يستفيد منها الجميع .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد