-
/ عربي / USD
يستمدّ الشعراء مكوناتهم الإبداعيَّة من التجربة الواقعية والبيئة المحيطة، وفق تصوراتهم المعرفية والشعورية، ولا يعني ذلك إنعساكاً تصورياً موافقاً، يؤدي إلى التماهي والمحاكاة الكاملة، ولكن في توافق وإختلاف، وفي تشابه وتجاوز، لينبني على ذلك أن الشعر يصنع نصاً محايثاً للنص الأصلي ومتعلقاته ومكوناته، ما يمكن تسميته بالخطاب الشعري مقابل التجربة الإنسانية أو النص الشعري مقابل النص الكوني. وتقف جماليات النص الشعري في خلخلة النص الكوني، الذي يقفز من مرحلة القبول والإطمئنان إلى مرحلة الإنفجار والتجدد، فما لا يمكن واقعاً يمكن شعراً، وهكذا يعمل الشعر على التغيير والخلق والإبدال، وطمس المحاكاة بأصباغ جمالية، والإنتقال بالخطاب من مرحلة المباشرة إلى مرحلة الخيال القابل لكل معنى. ومن خلال هذه الشرفة، يحملنا الشعراء في تناول موضوع الضيافة إلى أبعاد ذات نمطين، تتصل بالتجربة الإنسانية والخطاب الشعري على إعتبار الضيافة موضوعاً أخلاقياً يتصل بالحياة العربية وخصائصها الإجتماعية وموضوعاً جمالياً أخذ مساحة واسعة من نتاج المدونة الشعرية، وما بين الواقعي والجمالي ينتظم موضوع الضيافة في صنع عالم جديد، وفي ظل مفهوم أكثر وعياً وشمولاً، يتجاوز طبيعة الضيافة المرتبطة بالقرى إلى ضيافة تتواصل مع الصداقة حيناً ومع العداء حيناً آخر، الشيء الذي يحمل معه مفاهيم جديدة وعلاقات تصور المعنى من زوايا متعددة. د. خالد بن ناصر الجميحي
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد