-
/ عربي / USD
كانت جزيرة العرب، منذ القدم، تمثل مكاناً أثيراً، ولربما لغزاً محيراً، لما حولها من الأقاليم، غرباً وشرقاً، فكانت مصدر أطماع من الأحباش والفرس والروم، لأنها مختلفة عنهم دينياً وثقافياً وجغرافياً، وكانت أوروبا تدعوها (بلد البخور)، أو (بلد الطيوب) حيث يُصدِّر العرب إليها الميعة واللبان وباقي المعطرات. لقد كان التنافس على أشده بين البرتغال وهولندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، من جهة، وبين الدولة العثمانية من جهة أخرى. خلال العصور المتأخرة، ومن هنا ولدت فصول هذا الكتاب الموجز، الذي يتكون من تمهيد وأربعة أبواب، كل باب منها يتكون من فصلين، تتناول الجوانب المختلفة في حياتها؛ ففي الباب الأول تناولنا (المكان والتاريخ)، وفي الباب الثاني تناولنا الجوانب (السياسية والإقتصادية)، وفي الباب الثالث تناولنا الجوانب (الإجتماعية والفكرية)؛ أما الباب الرابع فيتكون من فصلين، وعنوانه (الرحلة بين المكان والإبداع)، تناولنا بهما سحر المكان، والأهمية الإبداعية للرحلات الأوروبية إلى جزيرة العرب. لقد كانت هذه الرحلات نوعاً من البحث العميق من الأوروبيين لإجهاض الدولة العثمانية والإستيلاء على ممتلكاتها، والإستحواذ على مدن العرب المقدسة (مكة والمدينة والقدس الشريف)، فكان ذلك تمهيداً لمرحلة قادمة يختفي فيها العثمانيون من الساحة السياسية، وتتفتت بها بلاد العرب لمصلحة المشروع الأوروبي الإستعماري، مع بقاء ثروات العرب نهباً للغرب وأسواقهم لتصريف البضائع الأوروبية، وتنصيب حكام تابعين لهم لا حول لهم ولا قوة، فكانت أساليب الرحالة تضع اللبنات الأولى الضرورية لهذا الأمر من خلال قراءة الأرض (الفضاء) والإنسان بكل ما يمتلكه من قوى عقلية وثقافية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد