-
/ عربي / USD
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "المرأة هي الوطن الصغير لكلّ واحد منا مهما علا شأنه ومكانته، وهي الوطن الذي يربي أبناءنا وبناتنا، ويغرس فيهم القيم الفاضلة؛ إنها الأرض التي تنبت وتتغذى وترتوي منها أجسادنا وتتفتت منها أحلامنا...
كلمات تختصر مضمون الكتاب ومواضيعه التي تدور حول الحياة الإجتماعية في الجنوب بصورة عامة وعن موضوعات المرأة الجنوبية على وجه الخصوص، فكم هناك معلومات مغلوطة تم توارثها وتناقلها في هذا الخصوص، وبشكل أدق، وبخاصة عن المرأة ودورها ومشاركتها في الماضي.
وللكاتب رؤية واضحة وموضوعية، كانت مثار البحث في كتابه هذا والهدف هو إيضاح مكانة وموقع المرأة في عسير سراة وتهامة، وبيان التحول الكبير من الحياة الزراعية التقليدية إلى الحياة المدنية ضمن الدولة الحديثة، وما صاحب ذلك التحول من نوادر وروايات فكاهية، ليرى العالم وجهاً آخر لهذه المنطقة الرائعة، التي لا علاقة لها بالإرهاب، وليس في تاريخها ولا قواميسها أو شيمها ولا في فكرها هذا النوع من السلوك العدواني، وأنهم مجتمع مرح مسرور يعشق الحياة ويكره الإعتداء من وعلى الغير.
يروي الكاتب قصصاً حقيقية لمجتمع بكامله، انتقل من مجتمع زراعي إلى مجتمع مدني في إطار الدولة الحديثة، فالكاتب، إلى هذا، لا يعتمد في سردياته هذه على منهج معين، ولكنه سرد من الذاكرة لما شاهده منذ أن ولد وسط القرى التي سمحت له بالعمل في معظم المهن والمهام التي قام بها أهل القرى وحتى حين تأليفه هذا الكتاب، مستعيناً بما رآه وعمله وعاشه وقرأه وسمعه من المجتمع عبر السنين، وما توارثه من الروايات والقصص عن الآباء والأجداد.
ولهذا كان في جعبته ما يمكن إضافته إلى هذا العمل الكثير والكثير جداً لنقل الحقيقة الشبيهة لما كانت عليه عبر السنين، والتعريف بالمتغيرات التي طرأت على القرى، كل القرى في الشمالية، والتعريف بالمتغيرات التي طرأت على القرى، كل القرى في الشمالية والوسطى والغربية والشرقية، وخاصة الجنوبية الواسعة والمختلفة جغرافياً، والكثيفة سكانياً، والمتنوعة ثقافياً، والغنية بغلاتها وثرواتها الحيوانية والنباتية والماشية.
ويقول الكاتب حول المرأة الجنوبية تحت عنوان "المرأة في المجلس": المرأة الجنوبية تجالس الرجال من أفراد أسرتها وأقاربها وقريتها، وإذا كان هناك أغراب فهي لا تجالسهم، ولكنها لا تتنقب عليهم، وفي جلستها لا تتربع مثل الرجل، فهي تجلس جلسة ركبة ونصف (جلسة القرفصاء) تعبيراً عن حشمتها وتأدبها في جلستها، ولا تمد رجليها في أي مكان إلا إذا كانت مع صديقاتها أو في وحدتها، ولكنها في جلستها تتبع مستوىً عالياً من الحشمة والوقار، وتتحدث بلباقة وبأدب جمّ، ولكنها أيضاً تشارك في الحديث حسب الجلسة، وحسب من يكون فيها من الناس سواء أكانوا أقارب أو من أهل القرية، وقد يكون هناك أجانب أو أجانب من أهل القرى المجاورة ولكنهم ليسوا من الأسرة.
ولذلك، تتحدث معهم المرأة بلغة الحشمة، وتكون مشاركتها بالسؤال عن الناس وصحتهم، وخاصة الكبار في السن وإذا سألت أو أرادت التعقيب على ما يراه في الجلسة من أحاديث قد يكون لها فيها وجهة نظر، فإنها تقوم بذلك، ولكنها تبتسم وتضحك، وتواصل ضيافتها بالقهوة وما يتفضل به أهل البيت على الجالسين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد