-
/ عربي / USD
تعتبر الفترة التي حكم فيها الأمويين من أزهى فترات التاريخ الإسلامي العربي، وأعظمها أثراً على الأمة الإسلامية؛ سواء أكان من حيث تشكل الرؤى الأولية لأسس بناء الدولة التي بدأت جذورها تنبت من عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعهد الخلفاء الراشدين، أو بالنظر إلى حقيقة وصولهم إلى الحكم والتغيرات الجديدة التي استحدثوها في السياسة والمجتمع ونظم الحكم الإدارية والمالية. لذا كان على الباحث، وعند دراسته لتاريخ بني أمية أن يتذكر بأن تاريخ بني أمية يكشف النفسية العربية على سجيتها كأشخاص عاديين؛ يخطئون ويصيبون، يتفاعلون مع الأحداث بعفوية تتسق والطبيعة البشرية، دون ضوابط واعتبارات قدسية تصونهم عن الخطأ إنما هم يسيرون على مبدأ وضعهم به الأخطل التغلبي: شمس العداوة حتى يُستَقَاد لهم، وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا – فقط – ولعل في هذه الدراسة التي ضمها هذا الكتاب ما يشير إلى ذلك بوضوح تام، فالشخصيات التي ظهرت على مسرح الأحداث السياسية والتي تحدثت عنها المصادر التاريخية هم بشر، ويتصرفون كبشر أيضاً، وفوق ذلك هم ينسبون إلى قبائل وبطون متعددة على اختلاف أصولها ومناقبها، ويتشاركون في الأرض، والدولة، والخليفة نفسه، وهو أصعب ما في الأمر، وهو أيضاً الذي شكّل المحور الأساسي في هذه الدراسة، التي كشفت من خلال الوسائل التي اعتمدتها القبيلة في التأثير على الدولة والخليفة وسياستها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد