-
/ عربي / USD
ويمكن القول حول موضوع الإنسان والإغتراب، إنه أحد أهم الموضوعات التي تواجه الباحثين على مختلف أوطانهم وجنسياتهم، فالفكر لا يتقيد بحدود أو جنسيات، كما يمكن القول إن واقعنا العربي بحاجة ماسة لمثل هذه الدراسات التي تنبع من كيان الفرد بوصفه إنساناً تحيط به جملة من المتغيرات المادية والروحية، والتي تضع أمام الناس جميعاً أسباب معاناتهم وإغترابهم وإنفصالهم عن ذاتهم ووجودهم.
وجاء إختيار شخصية نيتشه أكثر ملائمة للموضوع، حيث تعد فلسفته الواقعية التي تمتلئ بالقوة والثقة، وترغم القارئ على أخذ قرارات صارمة، وتلقي الضوء على حقائق محظورة، وتكشف حقائق أرخى مستورة، وتعيد قراءة الفلسفات السابقة بواقعية صارمة، وتتنبأ بمشكلات ومسائل مستقبلية، نرى بعض بوادر إطلالتها الآن وربما بعضها الآخر ستكشفه الأحداث والفلسفات القادمة.
كما أضيف لها تلك الأهمية الكبرى التي تحتلها فلسفة نيتشه في الفلسفة المعاصرة، فلقد لاقى نيتشه عناية كبيرة من المفكرين والباحثين في الفترة المعاصرة، حيث وجدوا فيه وعاءً ثراً ومنهلاً لكثير من أفكارهم ومنطلقاتهم الفلسفية المعاصرة.
وعلى الرغم من إن نيتشه دُرِسَ في العديد من النواحي، إلا أننا نجد إن دراسة مسألة الإغتراب ونظرته للإنسان لم تجد عناية ملحوظة، وبخاصة في الدراسات العربية المعاصرة، لذا كان ذلك دافعاً آخر مشجعاً لي لبحث هذه المسألة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد