-
/ عربي / USD
ما من كتاب يضاهي إنجاز كينز في تاريخ العلوم الاجتماعية، وليس من السهل أن يتخقق إنجاز كهذا.
كينز مذهل بقدرته على إيجاد حل تقني محدود يعيد للاقتصاد حيوته، لا سيما أن المرجع في أغلب مشكلات الاقتصاد أنها تنجم عن أسباب معقدة؛ وحلولها لا تتسم بالسهولة. وإذا تكرّم التاريخ بـ"كينز جديد" فلا بد أن يتمتع بخصال كينز (صاحب النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود فهو مثقف من طراز رفيع، وعلى دراية بخفايا الأمور، ناهيك عن اطلاعه واستيعابه العميق للأفكار الاقتصادية التي عرفها عصره، ومن خلال معرفته الواسعة، استطاع أن ينتقد المدرسة الاقتصادية التقليدية السائدة نقداً أدى إلى تقويضها. علاوة على أنه كان جريئا وجذريا ومستعداً للتفكير بامكانية خطأ الافتراضات الرئيسة، التي بني عليها ما درسه من علم الاقتصاد. أتاحت تلك الخصال لكينز أن ينقل الاقتصاديين، بل العالم، إلى النور؛ فكتابه النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود لا يقل قيمة عن أي رحلة ملحمية للخروج من الظلام الفكري. ناهيك عن الدلالات التي يحملها بصورة دائمة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية، الأمر الذي يجعله كتابا للأجيال.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد