حوار افتراضي في العالم الآخر بين شخصيتين فصلت بينهما في الحياة قرون وعقود، وفي الفكر والسياسة خلافات جوهرية، ولعبت كل منهما دوراً هاماً في تاريخ بلدها والعالم، ومثَّلت كل منهما مدرسة في سياسة ومنهج إدارة الدولة والمجتمع.

يرى ماكيافيللي أن الخير يولد الشر. فلا بأس إذن، من أجل تعزيز هيبة الدولة، من قمع حرية الشعب بداية تحت أشكال عديدة من الممارسات المغلفة بشعارات براقة وأهداف سامية، وبأساليب متعددة ومثيرة، أو بالقمع المباشر للشعب وقواه السياسية، لينعم بعدها بالسلام والازدهار.

أما مونتيسكيو فيرى أن الاستبداد يمنح سلاماً كاذباً وأماناً خادعاً لبرهة من الزمن، لكنه يقود لاحقاً لدمار هائل يحتاج الشعب عقوداً طويلة للخلاص من آثاره، صحيح أن توطيد الحكم الديموقراطي قد يستغرق وقتاً ليتوطد لكنه يمنح البلد، حكومة وشعباً، أماناً واستقراراً وازدهاراً مدى الدهر.

حوار ممتع يغني الفكر السياسي العربي بموضوعاته التي تؤكد راهنيتها وضرورتها ما تشهده مجتمعاتنا العربية حالياً من أحداث جسام.