أتقن الباحث فن البحث والتمحيص في طيات الورق المنسي منذ عقود، ليظهر معلومات ربما تفسر تفسيراً خاطئاً بعيداً عن الصواب. لذا قدم كتابه (الخمر في التاريخ والأديان) ليفتح للقارئ آفاقاً واسعة للمعرفة، ويمنحه ثقة الرأي لسهولة تناول المعلومات الموثقة من مصادر عدة. كل الأديان السماوية حرمت الخمر ونهت عنه، وصنفته من الفواحش. وشارب الخمر ملعون في الدنيا والدين، إضافة الى تحريمه اقتصادياً، واجتماعياً، وصحياً.

استشهد الباحث بالآيات المنزلة في الذكر الحكيم، وفي إنجيل الرحمة، وما ذكر في توراة الهدى. كما حرمته الأحاديث النبوية الشريفة ونهت عن مجالسة المدمنين، وفرضت العقاب الصارم لكل من يشرب الخمر والمسكرات جميعها. فالإنسان يسمو بعقله، ويعرف الله بعقله، والخمرة تفقده عقله فيسقط الى الحضيض ويُهان وتداس كرامته ويخرج عن نطاق إنسانيته. لكن الباحث لم ينس أن يورد لنا بعض الرمزية الروحية في الخمر المنشور (الإلهي) وتلك التي وردت في زمن سيدنا المسيح (عليه السلام) تلك الرمزية تعني أن المسيح هو الخمرة الجديدة وبمعنى أدق هو البشارة الإلهية التي بشّر الله بها الناس كافة في زمانه.

الكتاب موسوعة معلوماتية موثقة شاملة عن الخمر وأنواعه وأسمائه وإنسانيته وجميعها من مصادر سماوية تشريعية ومعاجم لغوية عدة ومن الفقه الإسلامي.