-
/ عربي / USD
يتفق الباحثون على أن السوسيولوجيا وليدة الحدائة، فقد ظهرت في فترة الإنتقال إلى مجتمع جديد نجم عن تقاطع الثورة الفرنسية، والثورة الصناعية، والثورة الفكرية التي أعلت من شأن العقل والعلم. وهي في نشأتها تأثرت بالسياق الخاص بكل بلد من البلدان التي ظهرت فيها، فكانت تفسيرية تحاول أن تكون علماً في فرنسا، وكانت إستيعابية تقوم على الفهم في ألمانيا حيث كان التفريق ظاهراً بين علوم الطبيعة وعلوم الروح. أما في أمريكا فقد إتخذت طابعاً براغماتياً. تعالج السوسيولوجيا أسئلة مثل: كيف يتماسك المجتمع؟ كيف يفرض النظام السياسي؟ الحداثة وطبيعتها، أو ما هو جوهر المجتمعات الغربية؟ لماذا يقبل الناس النظام الإجتماعي؟ هل هناك قوانين كونية بخصوص الحياة الجماعية؟ ما الذي يوجه فعل الأفراد؟ العقل أم غيابه؟ ما هو بناء المجتمعات؟ وكيف تنتظم؟ كيف تتمكن المجتمعات من أن تتغير؟ ما هي التفسيرات والمعالجات المقدمة إلى الظواهر الجماعية مثل الجنوح والعنف......؟
يرصد الكتاب السياق العام الذي مرت به السوسيولوجيا على مدى قرن، بعد أن بدأت في القرن التاسع عشر تبحث عن النظريات الكبرى كلاهوت بديل، ثم مرت بدراسة تجمعات محددة مثل الجاليات المهاجرة أو الأحزاب أو العمال أو الجانحين، وإنتهت مع نهاية القرن العشرين إلى دراسة الشؤون اليومية وأعمال المنزل. وهكذا فقد إنتقلت من الحداثة أو السرديات الكبرى أو "النظرية التي تأتي من فوق"، وإنتهت إلى ما بعد الحداثة أو التفاصيل اليومية أو "النظرية التي تأتي من تحت".... لكن مع إستخلاص دروس تربطها بالسرديات الكبرى، كما حصل، مثلاً، مع باحث معاصر –كوفمان- حين إستخلص من دراسة قام بها حول العري في الشاطئ من أن إجابات الناس تعبر عن "اللغة المزدوجة للمجتمعات الديمقراطية".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد