أعدم سقراط ظلما، لأنه قال الحقيقة. فكان شهيد الحرية والثورة على العبودية ... منذ أكثر من ألفين وثلاثمائة عام دعا سقراط إلى تحقيق الخير على حساب الغنى المادي، إنه الفيلسوف الذي أجلس الفلسفة على عرشها الذهبي ووضع صولجان الحكمة بيدها وقال لها: كوني خالدة إلى الأبد. يتحدث الكتاب عن سقراط. الفيلسوف الذي أغنت أفكاره العالم، ولم تمت بموت صاحبها. لقد كان دفاع "سقراط واضحاً وصريحاً، فهو الداعية إلى حرية الفرد والشعوب، وهو الذي أراد أن يعلم الأجيال معاني هذه الحرية بقوله "إن الطريقة المثلى والأسهل لذلك هي أنه بدلاً من كم أفواه الناس اعملوا على أن تكونوا بشكل أفضل"! لقد أعطى "سقراط" بموته الحياة للمبادىء التي عاشها، وعاش معها، لكي تسمو في أولئك الذين آمنوا به .. فقد عاد تلاميذه الذين هجروا "أثينا" بعد موت معلمهم لكي يحافظوا على تعاليمه السامية، ولكي تشهد المدينة الجاحدة إنتصار الفكرة على الموت، وهي تعلن "سقراط" شهيدا أولا في تاريخ الفلسفة! يمثل الكتاب تصوراً شاملاً عن حياة سقراط، وعلاقته بالسلطة اليونانية ومدارس وفلاسفة عصره، واختلافه أو اتفاقه معهم من الناحية الفكرية، وهي المرحلة التي أطلق عليها "الشمولية العلمية" فسقراط هو النموذج النظري (الواثق من معرفة أصل الأشياء) الذي يعطي المعرفة ترياقاً اسمه "الفضيلة"، وأنه يرى في الخطأ "الشر" بعينه. ما يميز سقراط هو جعله العاطفة الداخلية للإنسان عاطفة واعية، يجب ألا ترتبط بالسلطة القائمة، وأن الإنسان عليه أن يكوّن قناعاته الخاصة به وأن يتصرف تبعاً لهذه القناعات. من هنا كانت العاطفة الداخلية لسقراط في تناقض مع إيمانه الديني، وفي تناقض مع التنظيم السياسي لشعبه، ولهذا فقد نفذ فيه حكم الإعدام ... يقسم الكتاب إلى مقدمة وثلاثة أبواب هي: مقدمة: اقتلوا هذا المشاغب الكبير. الباب الأول ويضم: سقراط والتاريخ، شهادة أفلاطون، شهادة ايكزنيوفون ... حياة سقراط، صفاته، محاكمته، الحوار، المعلم والتلميذ، أما الباب الثاني: رسالة سقراط: إعرف نفسك. ويضم: معنى معرفة النفس، شيطان سقراط، معرفة وفضيلة، السخرية السقراطية، أما الباب الثالث والأخير: وجود سقراط، ويضم: وجه سقراط، موت سقراط، إرث سقراط.