أضحى موضوع الهوية أو ما يعرف بالخصوصية الثقافية وما يمكن أن تثيره في الالتباس في علاقتها بظاهرة العولمة، من أكثر المواضيع تداولاً في الدوائر الثقافية الغربية، وقد بدأ يبحث له عن موطئ قدم في ساحتنا الثقافية العربية منذ نهاية العشرية الأخيرة من القرن الماضي، ولقد تعددت...
أضحى موضوع الهوية أو ما يعرف بالخصوصية الثقافية وما يمكن أن تثيره في الالتباس في علاقتها بظاهرة العولمة، من أكثر المواضيع تداولاً في الدوائر الثقافية الغربية، وقد بدأ يبحث له عن موطئ قدم في ساحتنا الثقافية العربية منذ نهاية العشرية الأخيرة من القرن الماضي، ولقد تعددت موضوعاته بتعدد حقوله المعرفية وتشابك مقارباته المنهجية وتعود اشكالياته التي غالباً ما تختزل في تصورات مسبقة تركن إلى الإيديولوجيا كحلٍّ يعفي الضمير الجمعي في مواجهة ما تفرضه أزمة الهوية من قضايا تتسم بالغير اتسامها بالثبات. إن التنوع الإشكالي لعلاقة الهوية بالعولمة في شأنه أن يجنّب الباحث الوقوع في مطب إرساء الثوابت وتحديد المضامين للحكم على الظاهرة بالسلب أو الإيجاب ليتحول البحث إلى مساءلات حول الذات والآخر في علاقتهما الجدلية والديناميكية من حيث تحديد موقف "الأنا" من الآخر المعولِم و"الأنا" المولعة بتقليد الغالب، و"الأنا" المولعة باستلهام، تاريخ غلبتها تصنع صورة ذاتية تستمر إيجابيتها من قراءة سلبية لصورة الآخر الغالب، ومهما تكن هذه الأنا وبالتحديد الأنا المسلمة فإن لها الحق في التعامل مع الحداثة لا كثقافة دخيلة غالبة، ولكن كنتاج تراكبي لمعرفة إنسانية شكل العنصر الإسلامي إحدى حلقاتها.