شارك هذا الكتاب
تمثيلات واستعارات ابن رشد
الكاتب: فؤاد بن أحمد
(0.00)
الوصف
تقع مسألة تقويم آلية التمثيل وتحديد دورها في المباحث العلمية والفلسفية في صلب إنشغالات الفلاسفة والمناطقة قديماً وحديثاً، وإذ يجد الباحث التمثيل ومفعولاته، من حيث هو آليه إنشائية للمعرفة أو وسيلة كشفية فاعلة في النظر، موضوع تفكير مسترسل من أفلاطون إلى اليوم، فإن أقل ما...
تقع مسألة تقويم آلية التمثيل وتحديد دورها في المباحث العلمية والفلسفية في صلب إنشغالات الفلاسفة والمناطقة قديماً وحديثاً، وإذ يجد الباحث التمثيل ومفعولاته، من حيث هو آليه إنشائية للمعرفة أو وسيلة كشفية فاعلة في النظر، موضوع تفكير مسترسل من أفلاطون إلى اليوم، فإن أقل ما يكن القول عن نتائج هذا التفكير وهذه الإنشغالات أنها جاءت مطبوعة بتباين جدير بالإعتبار في التعامل مع منزلته وأدواره المعرفية والمنهجية.
وبينما تذهب دراسات ابستمولوجية ومنطقية، في العصر الحديث، إلى إعتبار التمثيل وجهاً من وجوه الأعوجاج في التفكير ومن أساليب التغليط، أو على الأقل لا يمكن التعويل عليه بصورة أساسية، كما لا يمكن الثقة في كل منتوجاته، فإن دراسات أخرى انتهت إلى نتائج مخالفة تماماً، بحيث تثبت له أدواراً في العمليات المفهومية والإستدلالية لا يمكن المنازعة فيها، بل من هذه الدراسات ما ذهب إلى حدّ إعتباره الآلية الأكثر خصوبة ومرونة وإنفتاحاً.

كما يمكن القول بأن التنازع بخصوص مكانة التمثيل قد اتخذ طابعاً مذهبياً أيضاً، فقد ذهب بعض الأبستمولوجين والمناطقة والفلاسفة من ذوي المذهب العقلاني إلى تمكين القياس (أو السلجسموس) وهو ما يعرف عادة بالبرهان، من المنزلة الأرقى في سلم الآليات المنهجية، وذلك بالنظر إلى صرامته وضرورته وإنتاجية.

أما ذوو الإتجاه التجريبي، فقد انتصروا للإستقراء (الأباغوجي) بإعتباره بداية المعرفة بالكليات والمذهبان معاً أنزلا التمثيل والمثال المنزلة الدنيا، هذا مع أنه هناك بعض المشتغلين بتاريخ العلم والعلوم المعرفية وبعض الأبستمولوجبين والناطقة، قد كشفوا عن الأدوار التي قد تضطلع بها آليات التمثيل والإستعارة في تخصيب الفرضيات العلمية.

هذا وقد انعكس التعارض بخصوص منزلة التمثيل وأهميته، والذي كان نتيجة خلافات مذهبية بين المتخصصين من الباحثين في الأبستمولوجيا وتاريخ العلوم، على تقويم الدارسين لمنزلة وأهمية التمثيل عند الفيلسوف الأندلسي أبي الوليد ابن رشد (520- 595هــ/ 1126- 1198م).

وقد كان من الطبيعي أن يعثر كل دارس في نتائج هذا التعامل المتعارضة ما يخدم دعواه، فكانت هناك دراسات متعددة تناول الباحثون من خلالها هذا الموضوع، كما هذه الدراسة التي حملت موضوع التمثيل عند ابن رشد عنواناً لها، وسعى من خلالها الباحث النظر إلى التمثيل عند ابن رشد نظرة متكاملة تجمع بين فحص دراسة تنظيراته للتمثيل، وفحص ممارساته له نحوٍ مفصل.

ومن هذه الجهة يصح القول بأن هذه الدراسة إنما تندرج ضمن سياق بحثي أطلق منذ سنوات، وأما المسعى من وراء هذه الدراسة أساساً، فهو وكما يذكر الباحث، رسم وتحليل جغرافيا التمثيل في فلسفة ابن رشد، أي في أقاويله النظرية والمدنية والآلية، حيث ثم الحديث في داخل هذه الجغرافيا عن مستويين بارزين للتمثيل: مستوى أول هو خطاب ابن رشد في التمثيل، أي تفكيره المنطقي والأبستمولوجي في حدّ التمثيل وفي تأليفه، وفي ترتيب مقدماته، وفي طبيعة إشتغاله، وفي قيمته وحدوده، وفي منزلته بين باقي الأقاويل.

ومستوىً ثانٍ هو مزاولة ابن رشد لهذا المنهج التمثيلي في أقاويله التي استثمرها في بناء وعرض دعاواه الفلسفية والثيولوجية والعلمية، أو في التعرض لدعاوى غيره، على أن الباحث بيّن بأن بين هذا المستوى وذلك مستوى آخر، وهو مستوى أقاويل تظهر وكأنها مندرجة في نمط ممارسة ابن رشد للمنهج التمثيلي، حيث يجد الباحث إستقلال ابن رشد مناسبة إستعماله للتمثيل، ونقده لإستعماله غيره له، لأجل الإدلاء بتقويم منهجي وإبستمولوجي للتمثيل، وللباحث شواهد عاد إليها من هذين الموضعين: "جوامع كتاب النفس أو فصل المقال أو الكشف عن مناهج الادلة، حيث استشهد من خلال هذه المؤلفات الرشدية إلى أن الرجل كثيراً ما كان ينشئ خطاباً حول التمثيل في اللحظة التي يشتغل فيها بهذا التمثيل في بناء أقواله، أو في سياق إنتقاده أقوال غيره.

وبالنسبة للشواهد التي استند إليها الباحث كما التي أسس عليها الدارسون موقف أبي الوليد التبخيس إلى ضميمة العلم الإلهي، والكشف من المناهج الأدلة وفصل المقال، وجوامع كتاب النفس، وذلك من أجل إعادة بناء موقف ابن رشد وربطه بمواقفه المنطقية من التمثيل؛ إذ لا يمكن فهم نقده لمناهج أدلة علماء الكلام، الغزالي والفارابي وغيرهما، دون تبين طبيعة الأقاويل الخطبية والشعرية ومقدماتها واللوينات الدقيقة التي تميز بعضها عن بعض.

من هنا يمكن القول بأن النظر في هذه النصوص الرشدية ستكون نظرة متكاملة تستحضر وحدة العمل الرشدي وتعدد أغراضه ومناسباته في نفس الآن.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786140104402
سنة النشر: 2012
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 392
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين