يتقدم هذا الكتاب إلى قارئه بوصفه مدخلاً إلى مقترب نقدي ثر ومتشعب وماتع الأعطاف، هو مدخل من حيث كونه يشتمل على وصف وتعريف، ومناقشة للّبِنات الأساسية في كتابات صاحبه سعيد يقطين، دون أن يكون بديلاً عنها، مثلما هو وبالصفة ذاتها، تيسير لفهم أسباب التنوع والتعدد في موضوعاته،...
يتقدم هذا الكتاب إلى قارئه بوصفه مدخلاً إلى مقترب نقدي ثر ومتشعب وماتع الأعطاف، هو مدخل من حيث كونه يشتمل على وصف وتعريف، ومناقشة للّبِنات الأساسية في كتابات صاحبه سعيد يقطين، دون أن يكون بديلاً عنها، مثلما هو وبالصفة ذاتها، تيسير لفهم أسباب التنوع والتعدد في موضوعاته، وآليات إشتغاله، ومراجعه النظرية، ومقاصده الفكرية والنقدية. يتناول الكتاب عبر فصوله الثلاثة مساهمات سعيد يقطين في النقد الروائي، ودراسة التراث السردي، وجماليات النص التفاعلي والمترابط، وبذا فإن العمل الحالي يكتسي بعداً وصفياً وتقييماً في آن، قصاراه عرض المحصلات والخوض في جدل مع ما تقدمه من إجتهاد مفهومي، يصل المادة النقدية المحللة بإمتدادها الثقافي، ويشج الوعي نظري الرافد لها بأسئلة النقد المعاصر، ومقولاته بصدد مفاهيم: "السرد" و"السرديات" و"النص" و"الخطاب"، و"الترابط" و"التفاعل" وغيرها... وبالشغف نفسه الذي يجعل من الخطاب النقدي حقلاً لإستكشاف آليات النظر إلى أقانيم: "اللغة" و"التراث" و"الذات" و"الآخر"...
هكذا تراوح القراءات بين الدراسات الجامعة التي تنظر إلى منتوج سعيد يقطين في شموليته، وبالنظر إلى تكامل مكوناته، وأخرى تختص بأعمال مفردة، تتناولها بالنظر إلى جدتها في حقلها المعرفي ومدى ما تستثيره من أسئلة وإشكالات في مجالها النقدي، وفي المحصلة تكاد الدراسات المضمنة في هذا الكتاب تتناول مجموع أعمال سعيد يقطين الممتدة من "تحليل الخطاب الروائي" إلى "قضايا الرواية العربية الجديدة" مروراً بباقي الأعمال، تضاف إليها شهادات شخصية لزملاء الباحث وأصدقائه وبعض تلامذته، تسلط الضوء على بعض سجاياه الثقافية والإنسانية.