تكشف نصوص الكاتبة إيلاف الريس في جديدها الأدبي "حبلنا السري" عن عمق المعنى الذي يربط بين الأم وجنينها وحركته ومديات التصاقه بالعوالم الداخلية، للذات الأنثوية، وقد برعت الكاتبة في نسج حروفها بأنين أعماق كل أم، تلك التي تكون في إنتظار وليدها. من هنا جاء هذا العمل ليجسد تجربة...

تكشف نصوص الكاتبة إيلاف الريس في جديدها الأدبي "حبلنا السري" عن عمق المعنى الذي يربط بين الأم وجنينها وحركته ومديات التصاقه بالعوالم الداخلية، للذات الأنثوية، وقد برعت الكاتبة في نسج حروفها بأنين أعماق كل أم، تلك التي تكون في إنتظار وليدها. من هنا جاء هذا العمل ليجسد تجربة تستحق أن يكتب عنها، هي تجربة الحمل، التي أرادت الكاتبة أن تجعل منها نصاً أدبياً، قصيدة معزومة على أوتار الأمومة، وفصلاً جميلاً في كتاب الأدب العربي بعد أن غاب عنه تراثنا الأدبي.
تحت عنوان (شيءٌ كالسحر) تقول الكاتبة: "أترقب نبأ الحمل، وأتساءل: كيف لنا أن نحب أناساً لم نقابلهم بعد، لا ندري متى سيأتون، لا ندري أسيأتون أصلاً أم لا، ولا نعرف حتى ملامحهم. نظل نتخيلهم، ننتظرهم ونشتاق لاحتضانهم إلى أن نفتح أعيننا ذات يوم لنبكي فرحة مجيئهم ورهبة وجودهم المفاجئ في حياتنا. ما أعمق ذلك الحب الذي يولد من الداخلـ يكبر في الأعماق، ويأتي قبل اللقاء وقبل الوجود حتى..." وبهذا تتمشهد الصورة في هذا النص بين ذاتين في تبادل الموقع وسحره في (الخارج/ الأم) وفي (الباطن/ الجنين) ليكون عنواناً لفضاء جوهر (الكاتبة/ الأم) وهي تروى لنا أجمل إحساس.