الصراع في اللغة مأخوذ من (صرع)، والتصارع هو التغالب والتجاذب بين شيئين، والتحديد الدقيق للصراع يحيل على أنه التدقيق الحركي المتصاعد الذي يعمل على تجميع العناصر الدرامية المتفرقة والمتباعدة، فإذا هي تتقارب وتتشابك وبعد ذلك تصطرع، ثم تبلغ الذروة في العنف، ثم تنحدر إلى...
الصراع في اللغة مأخوذ من (صرع)، والتصارع هو التغالب والتجاذب بين شيئين، والتحديد الدقيق للصراع يحيل على أنه التدقيق الحركي المتصاعد الذي يعمل على تجميع العناصر الدرامية المتفرقة والمتباعدة، فإذا هي تتقارب وتتشابك وبعد ذلك تصطرع، ثم تبلغ الذروة في العنف، ثم تنحدر إلى الحل. وأهميته تنبع من أنه يمثل العمود الفقري للبناء الدرامي، من هنا فإن للصراع أهمية بالغة في البناء الدرامي، وبدونه لا يتشكل التفكير الدرامي، الذي يغذي القصة أو الرواية لتؤديا دوريهما في تفسير الحياة من المنظور الفلسفي الخاص بالكاتب، والتعبير الدرامي قادر على تلخيص معظم القيم التعبيرية في الفنون اللغوية المختلفة، فلا ريب أن يعدّ من أعلى صور التعبير الأدبي.
من هنا يمكن القول بأن الصراع يعدّ عنصراً أساسياً في العمل الأدبي عامة والقصة على نحو خاص، إذ هو الدافع لإنشائها، كما أنه لم يزال يشكل نواة الإلتقاء والإحتكاك بين الأحياء، بين الإنسان وذاته، وبين الحضارات المختلفة، فهو العامل الأول في تفعيل تلك الحضارات وإنمائها ومن ثم نقلها.
وإلى هذا، فالصراع الحضاري يمثل عنصراً قوياً في القصة العربية عامة، بسبب تفسيره الشامل لدوافع التنازع بين الحضارة العربية الإسلامية وغيرها من الحضارات في شتى الجوانب التاريخية والسياسية والإجتماعية والعلمية، فإذا اضيفت للقصة العربية سماتها السعودية، من حيث نشأتها بالوعظ الإجتماعي.