يتناول موضوع هذه الدراسة النقد عند الشعراء القدامى حتى نهاية القرن الرابع الهجري، والنقد عند الشعراء يغري بالتتبع؛ لأن الشاعر الفنان هو الذي سيفضي إلينا بأفكار عن فنه، وبالأصول والقواعد والسمات المرعية لهذا الفن الجميل. فرق بين أن يفسر الفنان منه ويحدد ملامحه، وبين أن...
يتناول موضوع هذه الدراسة النقد عند الشعراء القدامى حتى نهاية القرن الرابع الهجري، والنقد عند الشعراء يغري بالتتبع؛ لأن الشاعر الفنان هو الذي سيفضي إلينا بأفكار عن فنه، وبالأصول والقواعد والسمات المرعية لهذا الفن الجميل. فرق بين أن يفسر الفنان منه ويحدد ملامحه، وبين أن يتناوله غيره، فصاحب البيت أدرى بما فيه - كما يقولون - فهل تصح هذه المقولة على الشاعر ومعرفته بأصول فنه الشعري؟. بهذا الإغراء كان تطلعي لدراسة الموضوع، ومحاولة تتبع الفكر النقدي لدى الشعراء من خلال منهج علمي يخضع لأصول البحث، خاصة، وأن النقد عند الشعراء يتسم بعناصر تجعله ذا طابع مميز يكون فيه مختلفاً عن نقد غيرهم.
وأخيراً... فإنني لا أدعي لهذا البحث الكمال، أو الإحاطة، أو السلامة من المآخذ، إذ أن ذلك لا يمكن توافره في الجهود الإنسانية، فحسبي أنني بذلت أقصى جهدي، وحاولت قدر إستطاعتي أن ألم بجوانب هذا الموضوع، فإن كنت موفقاً فهذا ما ابتغيه، وإن لم يكن ذلك فعذري أنني اجتهدت وقدمت ما أطمح إلى أنه الأفضل.