يطرح عمرو منير دهب في كتابه الموسوم بــ"تواضعوا معشر الكُتَّاب" طائفة من الأسئلة المناوشة للكتابة والكُتــَّـاب من قبيل: "لماذا فشل الكُتَّاب في أن يجعلوا الكتابة مهنة ذات مردود مادي يكفل حياة كريمة إن لم تكن راقية؟"، وهو إذ يتوقع الإجابة الآتية: "السبب يكمن في إدبار الناس عن...
يطرح عمرو منير دهب في كتابه الموسوم بــ"تواضعوا معشر الكُتَّاب" طائفة من الأسئلة المناوشة للكتابة والكُتــَّـاب من قبيل: "لماذا فشل الكُتَّاب في أن يجعلوا الكتابة مهنة ذات مردود مادي يكفل حياة كريمة إن لم تكن راقية؟"، وهو إذ يتوقع الإجابة الآتية: "السبب يكمن في إدبار الناس عن القراءة" يعود فيتساءل: "وأي المهن تلك التي استرعى نتاجها اهتمام الناس واستأثر بإقبالهم؟".
هكذا يمضي المؤلف في كتابه المؤلف من(47) مقالاً في الشأن الثقافي الأدبي والاجتماعي بين طرح السؤال وتوقع ما يدور في خاطر المتلقي دون أن يقطع بإجابة يفرضها على القرّاء أكثر من التحريض على نظرة مغايرة لكل ما يمت للكتابة بصلة، نظرة لا تتورّع عن أن تخلع عن الكتابة مسوح القداسة التي يتشبّث بها كل من يكتب وينظـــِّر وهو يطوِّف بالخيال بعيداً عن التأثير في الناس والحياة.
يبدو كتاب "تواضعوا معشر الكُتَّاب" بمجموع مقالاته بمثابة رؤية نقدية كتب فيها المؤلف تحت عناوين مثل: "فكرة لم تخطر ببال كاتب"، "مهنة أرجل من الكتابة"، "ضحايا سيبويه"، "على أبواب الأغنياء"، "كاتب بوزن الكرتون"، "الانتقاء الطبيعي للكتاب"، "ما الذي يمنع كاتباً من الاستقالة"، "عضلات الكاتب"، وغيرها.
يقول عمرو منير دهب إنه أراد للكتاب أن يكون اكتشافاً متمرداً للكتابة لا عليها، ولعله من أجل ذلك يهديه إلى الكتابة نفسها "مقرّاً بجميلها فيما نفعَتْ ومتجاوزاً عن كيدها فيما أثِمَتْ".