هذا الكتاب يسلط الضوء على أولئك الرجال الذين صاغوا الفكر السياسي وبنوا المؤسسات الأمريكية، وتركوا للعالم أثراً عظيماً في تكوين دولة قوية متفردة في تكوينها، وعملوا على تطورها، تُعرف تاريخياً بالولايات المتحدة الأميركية.في هذا العمل يجهد "صول بادوفر" على تعريف القارىء...
هذا الكتاب يسلط الضوء على أولئك الرجال الذين صاغوا الفكر السياسي وبنوا المؤسسات الأمريكية، وتركوا للعالم أثراً عظيماً في تكوين دولة قوية متفردة في تكوينها، وعملوا على تطورها، تُعرف تاريخياً بالولايات المتحدة الأميركية.
في هذا العمل يجهد "صول بادوفر" على تعريف القارىء بهؤلاء الذين صاغوا – في مجال الفكر السياسي – "الحقيقة الأميركية" التي يتم تعريفها بـ "دولة الفرد الذي يحكم نفسه". كانوا هم أيضاً الطبقين لتلك الحقيقة، فالخصائص السياسية الفردية لهذا البلد شكلها في المقام االأول رجال "أصبحوا رؤساء له، ومشرعين وقضاة، وفي المقام الثاني وبمستوى مختلف، شكلها فلاسفته وأدباؤه. فأدباء مثل (إمرسون) رفعوا من الصوت الخافت للعقل إلى ما فوق حدّ الصخب، وشعراءُ مثل (وايتمان) حاولوا الكشف عن المعنى العميق لتيار الديمقراطية في عصرهم. أما الرواد في الفكر السياسي فلم يكن عملهم مقتصراً على تكوين التيارات والآراء السائدة وصياغتها، بل كانوا رموزاً حية، أثّرت في الفكر والسلوك، فصلابة الصخر عند جورج واشنطن، والإنسانية الحالمة لأبراهام لينكولن، والإقدام المصير لفرانكلين د. روزفت، كل هؤلاء الرجال كانوا صناعاً لحضارة أميركا، وكانوا انعكاساً لها في آن واحد.
ومهما يكن من أمر أميركا ومن يتحدث عنها ونعني به صول بادوفر، وسواء اتفقنا معه كقراء أم اختلفنا لاختلاف إيديولوجياتنا وعقائدنا، يبقى الكتاب غني بمعلوماته التي لا يعرفها الكثير منا حول الطبيعة السياسية للأمة الأميركية ومرونتها، وعلى العبقرية الفريدة التي استطاعت أن تُظهرها من أجل المحافظة على مجتمع حرّ ومتساوي.