تنتمي رواية "عمكا" للقاصّ والروائيّ سعدي المالح إلى سرد ما بعد الحداثة، فهي رواية سيرمكانيّة تحتفل بالمكان من حيث كونه ذاكرةً وراهناً ومصيراً، المكان القادم من حاضنة الأسطورة والموروث والدين والتاريخ والجغرافيا والحلم، إذ يتجلى في رؤيا السرد الروائي بوصفه سفراً إنسانياً...
تنتمي رواية "عمكا" للقاصّ والروائيّ سعدي المالح إلى سرد ما بعد الحداثة، فهي رواية سيرمكانيّة تحتفل بالمكان من حيث كونه ذاكرةً وراهناً ومصيراً، المكان القادم من حاضنة الأسطورة والموروث والدين والتاريخ والجغرافيا والحلم، إذ يتجلى في رؤيا السرد الروائي بوصفه سفراً إنسانياً لا يمكن محوه مهما تعرّض لقسوة الزمن.
ومن هنا، تشكّل السرد الروائيّ في هذه الرواية بقوّة تكثيفٍ وإحتشاد وإكتظاظٍ عاليةٍ ومثمرةٍ، فكانت كاميرا الرواي الواعية تصوّر في الإتجاهات كلها، من اليسار إلى اليمين، ومن اليمين إلى اليسار، ومن الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى، بآليّة تعريفٍ وتشكيلٍ وإستثارةٍ تجمع الأمكنة والأزمنة والحوادث والشخصيات في سلّة سرديّة واحدة، ذات رائحةٍ ومزاجٍ وتطلّع فيها من الألفة مثلما فيها من الغرابة، تهدف إلى إعادة إعتبار المكان في ظلّ صياغةٍ سرديّةٍ روائيّةٍ تتجاوز المألوف وتنفتح على المغامرة بكل طاقة الجرأة والوثيقة وحرارة الأرض وعنف الخيال.