"اهداب الخشية" هي الرواية الثانية للكاتبة الجزائرية "منى بشلم" بعد "تواشيح الورد" التي نالت قبولاً واسع النطاق لدى القارىء والناقد معاً، وفي جديدها "أهداب الخشية" تحاكي بشلم العالم الإقتراضي وتأثيراته على المجتمع المدني في الجزائر، فتصور لنا كيف يمكن لحكاية إفتراضية بدأت...
"اهداب الخشية" هي الرواية الثانية للكاتبة الجزائرية "منى بشلم" بعد "تواشيح الورد" التي نالت قبولاً واسع النطاق لدى القارىء والناقد معاً، وفي جديدها "أهداب الخشية" تحاكي بشلم العالم الإقتراضي وتأثيراته على المجتمع المدني في الجزائر، فتصور لنا كيف يمكن لحكاية إفتراضية بدأت على صفحات التواصل الإجتماعي أن تتحول إلى حقيقة، فبطلة القصة كانت مجرد صديقة لبطل القصة على صفحات فيسبوك ثم اصبحت صديقة على أرض الواقع، بعدما يُخبرها عن قصته مع مغنية من قسمنطينة مقيمة بالعاصمة، فتقرر هذه الأخيرة السفر لسماع باقي القصة وكتابتها في شكل رواية تعتمد على المقارنة بين ما قد سرده بطل القصة الأستاذ الجامعي وما تأكده أو تنفيه المغنية.
تحكي منى بشلم الرواية كقصة داخل قصة، ويتخللهما معاً قصص متنوعة حصلت لأبطالها، للمغنية وللأستاذ الجامعي، تساهم بأحداثها ووقائعها بإثراء النص وإيضاحه "تزور المغنية قسمطينة مدينة العشق فتصادف أستاذاً جامعياً تدعوه لزيارة جمعيتها الموسيقية في العاصمة، ويفعل ذلك بعد سنين. وفي أول يوم له في العاصمة تتعرض المغنية لحادث سير، فتتسبب في انحراف سيارة شاب واحتراقها. وهنا تُصاب بعقدة ذنب، تلجأ للأستاذ وتشتعل شرارة الحب والتردد بينهما، لأنه كما تعتقد المغنية يعشق نساء إفتراضيات من الفيسبوك".
يقرر الأستاذ الجامعي تقديم يومياته مع المغنية لصديقة كانت إفتراضية ثم صارت زميلة بالعمل تحمل إسم الكاتبة منى بشلم لتُحوّل اليوميات إلى رواية، تتعرف بعدها المغنية والروائية على بعضهما بعض عن طريق فيسبوك وتقرر منى بشلم أن تسمع منها الحكاية لتكتب بدل القصة الواحدة قصتان هما عبارة عن طبقتان سرديتان داخل الرواية عينها، على أن تكونا منفصلتين من حيث المتن النصّي والرؤيا، متقاطعتين من حيث الحكاية. ومن هنا تتحول الرواية إلى انعكاس حقيقي لما يعيشه المجتمع الجزائري المعاصر من إرهاصات على المستوى السياسي والإجتماعي مبرزة سلوكات دخيلة على هذا المجتمع كالتسلق والوصولية والرشاوى والعنف إلى آخر ذلك من ظواهر سلبية انعكست كذلك على العلاقة بين المرأة والرجل بما فيها طغيان سوء الظن على العاطفة والحب ...