تمثَّل الروائية الجزائرية ربيعة جلطي في أدبياتها لوناً أدبياً يبحث عن الاكتمال من خلال النزوع الى المغامرة؛ لتحقيق الاختلاف عن المألوف من أشكال الكتابة، ومن ثمة التفرد، بحيث لا تسكن الى الكاتب، بل تنزع دوماً الى التحول والتغير، والرواية التي نحن بصددها راهنت على هذا...
تمثَّل الروائية الجزائرية ربيعة جلطي في أدبياتها لوناً أدبياً يبحث عن الاكتمال من خلال النزوع الى المغامرة؛ لتحقيق الاختلاف عن المألوف من أشكال الكتابة، ومن ثمة التفرد، بحيث لا تسكن الى الكاتب، بل تنزع دوماً الى التحول والتغير، والرواية التي نحن بصددها راهنت على هذا التحول "بحيث يجد المتلقي انفتاحاً لبنية خطابها على عدد من المراجع الفنية لفنون الإبداع الأخرى. التي تتكأ على رمزية المعنى "عَرْش معشقْ" فيتجلى فضاء الرواية الى ما يشبه زاوية النظر التي تقدم بها الروائية عالمها الروائي بحيث يكون العمل بكامله متجمعاً في نقطة واحدة، وكل الخطوط تتجمع في العمق حيث تقبع الشخصية الرئيسية في العمل التي أرادتها "جلطي" مختلفة عن أبطال الروايات العربية السائدة فجعلتها دُميمة الشكل، تعاني من قبح مظهرها في وسط اجتماعي لا يتعامل إلا مع المظاهر الشكلية، وهذا يعني إحالة رمزية القبح الى ثقافة النفاق. وبهذه الشخصية تقارب الروائية فلسفة "القبح" وتُفكِّك معنى "الجمال" وعلاقته بحالات العشق، ومن خلال أيقونة الزجاج المعشق تطرح الرواية أسئلة راهنة تلقي بظلالها على كافة مستويات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، فتفتح عبر مسار بطلة (عرش معشق) ومن يحيطون بها من أجيال مختلفة تنفتح – كما تقول الروائية – الجيوب الخفية للمجتمع الجزائري عبر تاريخه، حيث تتجلى مرحلة المقاومة الشعبية ثم الثورة التحريرية لتسائل من خلالها الذاكرة الثورية وما أصابها من ثقوب، مروراً بانقلاب 19 حزيران 1965 وثورة أكتوبر 1988 التي مثلت علامة تاريخية للتغيير الجديد، على أساسها ولدت الجزائر المتعددة، وصولاً الى الخيبات التي يعرفها المجتمع اليوم". بعد روايتي: "الذروة" و"نادي الصنوبر" تأتي "عرش معشق" إضافة الى مسيرة ربيعة جلطي الروائية تستحق القراءة والاعجاب.