تعد فلسفة بول ريكور واحدة من كبريات فلسفات القرن العشرين، التي تأثرت بالعديد من التيارات الفلسفية والفكرية التي سبقتها أو عاصرتها، خاصة الفلسفة الظواهرية، ممثلة في إدمون هرسول والفلسفة الوجودية، ممثلة في كل من كيركيجارد، وهيدغر، وغابريال مارسيل، والتيار الحيوي ممثلاً في...

تعد فلسفة بول ريكور واحدة من كبريات فلسفات القرن العشرين، التي تأثرت بالعديد من التيارات الفلسفية والفكرية التي سبقتها أو عاصرتها، خاصة الفلسفة الظواهرية، ممثلة في إدمون هرسول والفلسفة الوجودية، ممثلة في كل من كيركيجارد، وهيدغر، وغابريال مارسيل، والتيار الحيوي ممثلاً في برغسون، إضافة الى تأثرها بالتيار البنيوي وبالدين المسيحي في نزعته البروتستانتية.
في هذا الكتاب يجتمع نخبة من المفكرين العرب للكتابة عن فلسفة بول ريكور، لإضافة المزيد من الأسئلة وعلامات الاستفهام المحيرة التي تفرزها أوضاع الثقافة الإنسانية من جهة، ومع فضاءات القراءات الممكنة التي تنفتح عليها كتابات بول ريكور الثرية والمتنوعة من جهة أخرى. لذلك كله، ينظر هذا الكتاب بمجموع أبحاثه ومقالاته الى فلسفة بول ريكور باعتبارها فلسفة متضمنة لكل مجالات الحياة الإنسانية، النظرية منها والعملية على حد سواء، وهذا ابتداء من التأويل والتفسير، والتحليل النفسي واللساني، والعلم والسياسة، والتاريخ والفلسفة، والشعر والتقنية، والإرادة والأخلاق، والعقل والنقل...

والكتاب في مضمونه هو عبارة عن مجموعة دراسات لأساتذة باحثين فقد كتب (البخاري حمانة) من جامعة وهران: "بول ريكور ومسؤوليات الفلسفة في القرن الحادي والعشرين" وكتب (حاتم الورفلي) من تونس "عين الذات عين الآخر: هوية التجاوز والتجاور"، أما (العربي ميلود) من جامعة مستغانم فتناول تجليات سؤال الغيرية لدى بول ريكور، وكتب عبد الوهاب مطري من جامعة الجزائر عن فلسفة الذات بين الفاعلية والكرامة. وعالج (عمارة ناصر) من جامعة مستغانم "إشكاليات التأويل" وتطرق (مختار لزعر) من جامعة الجزائر الى "وسطية الفهم بين التفسير والتأويل بول ريكور نموذجاً"، وقدمت (جنات بلخن) من جامعة قسنطينة بحثاً عن التاريخ من التأسيس الإبستمولوجي الى التأصيل السردي عند بول ريكور (...) أما قضايا اللغة وتحليلها بوصفها خطاباً فقد تناولها (حمادي هواري) من جامعة معسكر يبحث اللغة خطاباً: رؤية جديدة حول أفكار بول ريكور... وأبحاث أخرى ذات صلة...