في كتابه "بلاغة السرد في الرواية العربية" يتقرّى الكاتب المغربي إدريس الكريوي رواية "مرافئ الحب السبعة" لعلي القاسمي التي يصنعها النقاد ضمن الرواية الثقافية، بالمعنى الموسوعي - لا التخصصي - للثقافة "وهي رواية تحتوي على تقنيات عديدة لا يسع المجال إلى ذكر المزيد منها أو الوقوف...
في كتابه "بلاغة السرد في الرواية العربية" يتقرّى الكاتب المغربي إدريس الكريوي رواية "مرافئ الحب السبعة" لعلي القاسمي التي يصنعها النقاد ضمن الرواية الثقافية، بالمعنى الموسوعي - لا التخصصي - للثقافة "وهي رواية تحتوي على تقنيات عديدة لا يسع المجال إلى ذكر المزيد منها أو الوقوف عند جماليتها، منها ما هو مألوف وطوّره القاسمي كالتشويق والاسترجاع، واستبدال أدوار الحواس وإنابة بعضها عن بعض، والإلصاق والتقطيع وتسريع وتبطيء الحدث والمونولوج، والتوليد الأسلوبي؛ ومنها ما يختصّ بالكاتب القاسمي من تجريب الأنماط، كتحريك الخطابات وتفعيلها من خطابات توثيقية إلى خطابات متينة نفسية تنمّ وتشفّ عن بوح أو لإقرار واعتراف أو اعتذار أو تحدٍّ أو مجاملة، وذلك في قالب فني جميل، ومنها: خرق مألوف.. وتوسيع طاقة الحقول الدلالية للموضوعية (الموت - الماء - الغربة - الحب..) والعجائبية المستمدة من الصوفية أو الأسطورية أو توليد الخيال وتطويعه... إلخ. كل هذا حاول الكاتب - بنجاح - أن يوقف فيه بين اللفظ والمعنى ويحاذي بينهما (...) حتى لا تفاوت ولا جنوح أو شطط، بل هو تفصيل لفظ على مقاس عبارة، وأسلوب على مقاس معنى، فهو بهاء لفظ وسناء معنى، أو هو "بالمفهوم الاصطلاحي القديم، رونق لفظ وكرم معنى". بهذا الخطاب، ضمن تلك الرؤية النقدية يقرأ إدريس الكريوي "مرافئ الحب السبعة" موزعاً دراسته على قسمين القسم الأول (دراسة موضوعية للرواية) ويضم خمسة فصول تتناول: تحكم الذاكرة في خيوط الحكي في الرواية، مستويات القرية في الرواية، تنامي الحس الوطني في الرواية، البعد النفسي في الرواية، البعد الفلسفي في الرواية، يتبع ذلك القسم الثاني (أسلوب الرواية) مصاقبة اللفظ للمعنى، ويضم تسعة فصول تتناول بها اللفظ وسناء المعنى، قضايا في الأسلوب، الوصف في الرواية، التنصيص في الرواية، البعد البلاغي في الرواية، الإنشائية في الرواية، الإيحاء والرمز في الرواية، تقنية التناص واستدعاء الشخصيات التراثية في الرواية، ومظاهر تجريبية في الرواية.