نبذة نيل وفرات "السحارة" في كلام أهل الخليج هي تسمية تطلق على صندوق خشبي مزين بفصوص ومزركش بالألوان، كان يستخدم قديما ما بين القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين لحفظ الحوائج الرجالية، كالعُقل والبشوت أو الصكوك والفلوس، والأغراض النسائية من الملابس والمصاغ، الحناء وقناني ماء الورد.. كذلك هي تسمية أيضا تطلق على آلة الحاكي gramophone كما استخدم عند البعض الآخر تسمية البكاب pickup.
وفي كتاب "سحارة الخليج: دراسات في غناء الجزيرة العربية" يؤرخ أحمد الواصل لغة الغناء الخليجي والجزيرة العربية، ويلقي الضوء على أعلام من المغنين والملحنين والموسيقيين الأفذاذ، وهي دراسات ومقالات كتبها المؤلف طاولت فنونا لا زالت حاضرة في المكان الخليجي، وقد طور بعضها عن دراسات سابقة له، وخصص بعضاً آخر عن: "النهجة من فن الغناء الغجري (غناء البحر) وفن الصوت (غناء المدينة) التي شكلت فصلا ثانيا، وأخرى من المقالات التي عبّأت فصلا ثالثا مطاولة تجربة غناء عبد الكريم عبد القادر مع الملحن عبد الرب إدريس لكونها تمثّل نقلة خطيرة كما أنها حاسمة للغناء في الخليج، في مرحلة السبعينات من القرن الماضي نحو تمدين غناء يفرح مأساة وجود الإنسان الخليجي (والعربي بشكل أعم)، تجاوز تأهيل التراث وإرهاص الحداثة تجربة عناء محمد المشباح لكونه آخر عنقود جيل الثمانينات.. أما الفصل الرابع اختار له المؤلف نصوصا نقدية، تتميز بقراءة تراثية ومعاصرة في آن واحد، تتصل بشؤون الصوت النسائي ممثلة بصوت "الوله الخليجي" هدى عبد الله. فيما اختار للفصل الخامس مقالين تأبينيين أحدهما للشاعر أمير عيسى والثاني للملحن راشد الخضر، الأول أحد رموز الكلمة الغنائية أكلته الصحافة كما أضرم في الموسيقى أوجاعا بالغة الرقي شاعرية.. والثاني أحد رموز الثمانينات (الملحن راشد الخضر).

هذا وقد أضاف المؤلف كما يقول ملحقا يحتوي أول لقاء صحافي يجري معه على أثر صدور كتابه الأول في النقد الموسيقي: "الصوت والمعني".. وألحق به أسئلة لقاء وجهه إلى الملحن يوسف المهنا.. بالإضافة إلى مهاتفات ورسائل جوالية ما بينه وبين محمد المسباح عن مجموعته الغنائية الأخيرة :"عديل الروح – 2004" كذلك عن الشؤون غنائية – خليجية أخرى..