المجتمعات الإنسانية الأكثر تطور وتقدم هي تلك التي يتفاعل أفرادها مع أنظمتها وحراكها بمسؤولية وكفاءة، وبطبيعة الحال فإن أي مجتمع تسود فيه القوانين ومحاولات للتطوير والإصلاح هو المجتمع الأكثر توهج وتقدم، إن المشاركة مع المجموع العام في كل ما يمس قضايانا وهمومنا قد نصل...
المجتمعات الإنسانية الأكثر تطور وتقدم هي تلك التي يتفاعل أفرادها مع أنظمتها وحراكها بمسؤولية وكفاءة، وبطبيعة الحال فإن أي مجتمع تسود فيه القوانين ومحاولات للتطوير والإصلاح هو المجتمع الأكثر توهج وتقدم، إن المشاركة مع المجموع العام في كل ما يمس قضايانا وهمومنا قد نصل لدرجة الوجوب وهي على درجة عالية من الأهمية، وهي فضلاً عن هذا جميعه قد تصل لتكون هماً وطنياً وإنسانياً.
بين يديك ملامح من أداء هذا الوجاب وهذا الهم، وهو كتاب: "كيف الحال" رؤية سلوكية معرفية في الشأن العام والإصلاح الهيكلي والمسؤولية الإجتماعية)، وهي رؤية ليست وليدة اليوم، بل إنها تراكمات لعشرات السنوات في العمل الإداري الحكومي، وأيضاً العمل في شركات القطاع الخاص، فضلاً عن الكتابة في الشأن العام في عدة صحف.
مقالات هذا الكتاب هي عبارة عن مشاهدات لطبيعة العمل الإداري ومشاهدات لسلوكياتنا وطبيعة حكمنا على عدة قضايا وطنية وإجتماعية، وببساطة متناهية يحاول هذا الكتاب أن يفصح عن خلل قديم تحول ليكون جزء من هيكلية وظائفنا الإدارية خاصة في القطاع العام، وأيضاً تحاول أن تلتقط سلوكيات إجتماعية غير قويمة، بل حتى طرق التعامل والتعاطي سواء مع قضايا الوطن أو قضايا الإنسان التي لم تنضج.
تم توزيع مواضيع الكتاب ليسهل للقارئ الوصول للمعلومة بشكل مباشر، وتم تقسيمه على فصول كل فصل يحمل عنوان، يندرج تحته عدة مقالات، لذا فإن بين يديكم عشرة فصول، تبدأ من الشأن العام إلى نظرة على سلوكيات في التنظيم الإداري ثم التنظيم والهيكلة ففصل عن حماية المنجزات وآخر عن التسويق والإعلام، وهناك مقالات تحت فصل النزاهة وأخرى في فصل حقوق الإنسان، وكذلك أفرد فصل للمسؤولية الإجتماعية، وآخر عن العالم الإفتراضي، واختتمت قائمة فصول الكتاب بالأفكار والمقترحات.
إن ما يحتويه هذا الكتاب بمثابة هم محب وتطلعات وطنية وهي أفكار مواطن ينشد لبلاده الرقمي والتمييز، وهي تسعى لمواكبة الحراك المعرفي وإستغلال المساحة الكبيرة من الحرية والتعبير بعفوية ودون تجني أو إعتداء على أحد.