تهتم هذه الدراسة بمعاينة الكيفية التي تم فيها التفكير بالأدب والنقد في العراق في عقد الثمانينيات وما تلاه، إذ يمثل هذا العقد –تحديدا- تحولا في الدراسات النقدية إلى المناهج التاريخية والإجتماعية والنفسية. ولكن في الوقت نفسه طرأ تغيير وتحديث على المناهج الأخيرة من جهة تحديث...
تهتم هذه الدراسة بمعاينة الكيفية التي تم فيها التفكير بالأدب والنقد في العراق في عقد الثمانينيات وما تلاه، إذ يمثل هذا العقد –تحديدا- تحولا في الدراسات النقدية إلى المناهج التاريخية والإجتماعية والنفسية. ولكن في الوقت نفسه طرأ تغيير وتحديث على المناهج الأخيرة من جهة تحديث طرائق تحليلها للأعمال الأدبية. وستضع الدراسة حدودها في إطار النقد الأدبي بالعراق، وفي النقد الذي كتبه نقاد عراقيون ومن ضمنهم النقاد الأكاديميون، وقد كان من فضل الجامعة العراقية منذ مطلع الثمانينيات أنها تبنت مجموعة من النقاد الشباب الذين كتبو رسائل وأطاريح رصينة خاصة في الإتجاهات النقدية الحديثة. إن الكيفية التي سيتم فيها دراسة هذه الأعمال النقدية إنما تقوم على الوصف لهذه الأعمال، ثم أهم المسائل التي عالجتها فضلاً عن الشروع وبنقدها وتحليلها وموازنتها بغيرها.
فالغاية التي يرمى إليها النقد هي تكوين معرفة حول أسس التفكير النقدي ومرجعياته والظروف التاريخية والثقافية التي ساهمت في نشأته، علاوة على الوقوف عند المناهج التي اخذ بها ووجدها قادرة على تحقيق أغراضه العلمية، وبعد ذلك سوف تقف دراستي هذه عند الموضوعات التي كانت مجالا لانجاز أو تطبيق تلك الفرضيات على صعيد الواقع الأدبي الحي.
ولللإحاطة بالموضوع، توزع الكتاب على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمى، تناول التمهيد الحديث عن كيفية استقبال المناهج النقدية في العراق، ثم عالج الفصل الأول المكونات المعرفية للنظرية النقدية الحديثة، ثم اهتم الفصل الثاني بمناهج السياقية في النقد الأدبي العراقي، في حين تناول الفصل الثالث المناهج النصية في النقد الأدبي العراقي، وختم الكتاب بخاتمة ضمت أهم النتائج التي توصل إليها الكتاب.