يرتكز هذا الكتاب على مقاربة فكرية تتلمس مفهوم الخيال عند محمد أركون في علاقته بالدين والمجتمع والتاريخ. ففي إطار تحليله لمكونات ووظائف المخيال يركز أركون على عناصر مهمة هي ما استرعت الكاتب محمد الشبه للبحث فيها والكشف عن مصادرها وخاصة أن الحديث عن (الشخصية الإسلامية) هي...
يرتكز هذا الكتاب على مقاربة فكرية تتلمس مفهوم الخيال عند محمد أركون في علاقته بالدين والمجتمع والتاريخ. ففي إطار تحليله لمكونات ووظائف المخيال يركز أركون على عناصر مهمة هي ما استرعت الكاتب محمد الشبه للبحث فيها والكشف عن مصادرها وخاصة أن الحديث عن (الشخصية الإسلامية) هي الهم الأساسي في مشروع أركون العام في نقده الفكر الإسلامي. يتوزع الكتاب إلى خمسة فصول خصص المؤلف الفصل الأول للحديث عن الدلالات والمعاني التي اتخذها الجذر اللغوي للكلمة المستحدثة "مخيال" في اللغة العربية، مع مقارنة دلالات واستعمالات المخيال في الثقافة العربية والغربية مع الوظائف التي منحها له أركون في دراسته للفكر الإسلامي. أما الفصل الثاني فقد خصص للحديث عن أهمية البعد المخيالي في دراسة أركون للفكر الإسلامي والدور الذي يلعبه المخيال في تحريك عجلة التاريخ، وفي تشكيل الذاكرة الجماعية، مما يمكن من استغلاله إيديولوجياً في اللحظات التاريخية الحاسمة والعصيبة. وفي هذا السياق يبيّن اركون النقص الذي يعاني منه المنهج الماركسي في تفسير وفهم الأحداث التاريخية والثقافية بردها فقط إلى عوامل مادية وإقتصادية، في حين يمكن مفهوم المخيال من الوقوف عند أهمية البعد الخيالي والأسطوري في تحريك المسار التاريخي وتجييش الجماهير لتحقيق الأهداف الدنيوية والإيديولوجية. كما أوضح مؤلف الكتاب أن اهتمام أركون بمفهوم المخيال، يندرج ضمن إستراتيجية عامة يعمل من خلالها أركون على تجييش ترسانة من المفاهيم المستمدة من الفلسفة والعلوم الإنسانية من أجل الحفر في النصوص التراثية وتفض الغبار عنها، للتخلص من أسر التأويلات السابقة ورؤيتها وفق استراتيجية جديدة تتناسب مع مستجدات العلوم المعاصرة. وأما الفصل الثالث، يقدم الكتاب بعض المكونات الأساسية للمخيال مع التركيز على الأصول التي تقدم عناصر خصبة لتغذية المخيال الإسلامي مثل: الظاهرة القرآنية، الخطاب النبوي، الوقائع التاريخية، الأشخاص والرموز. وأما علاقة المخيال بالأحداث التاريخية فعالجها الفصل الرابع تحت عنوان (المخيالي والتاريخي في الوعي الإسلامي). ويأتي الفصل الخامس والأخير للوقوف عند أهم العوامل التي تساهم في تشكل المخيال الغربي تجاه الإسلام، والتي تعكس واقع المجتمعات الإسلامية وعوامل التخلّف ومنها التأخر في مجال الإنتاج العلمي والفلسفي وغيره من مجالات ساهمت مجتمعة في تشكل نظرة أو مخيال سلبي عن الإسلام لدى المجتمعات الغربية، وتحليل أركون لتلك النظرة وتفكيكها بهدف الوصول إلى فهم أوسع لتلك الظواهر...