شارك هذا الكتاب
حشرات الذاكرة
الكاتب: جمال حسن
(0.00)
الوصف
"تدفق سلحفائي للوقت، مركزة نظرتها في جدار السقف ذي الديكور البسيط، ذهنها يشبه بياضه، إنها بعد الخامسة ماذا في الطريقة الشمية؟ الإنجذاب للرائحة، نهضت من الأريكة بتثاقل، عندما انتبهت لشراء قوارير عطر لم تضعها في الخزانة المخصصة لها منذ عادت، فوجئت بزجاجة سادسة لم تشترها،...
"تدفق سلحفائي للوقت، مركزة نظرتها في جدار السقف ذي الديكور البسيط، ذهنها يشبه بياضه، إنها بعد الخامسة ماذا في الطريقة الشمية؟ الإنجذاب للرائحة، نهضت من الأريكة بتثاقل، عندما انتبهت لشراء قوارير عطر لم تضعها في الخزانة المخصصة لها منذ عادت، فوجئت بزجاجة سادسة لم تشترها، بين عطورها.
في البدء اعتقدت أنها استبدلت بإحدى ما اختارته، عدّت مراراً، دون ان تجد علبة ناقصة من خياراتها، ظلت ممسكة بالزجاجة الزائدة تنظر في التلاشي، حدود نقطة الزجاجة المعلقة والفراغ، استبعدت أن تكون دخلت كيسها خطأً، واثقة أنها تتذكر كل الأصناف التي عرضتها البائعة، دوّرت الزجاجة المنتفخة غير المغلقة عبر أصابعها حائزة، الحيرة طريقة للتسلية، كيف دخلت كيسها؟ ثم هناك المظهر اللافت للقارورة، غير المألوف، لا تبيعه محلات العطور الحديثة.

تساؤلات تحاول إستعادة كل الصور، لعبة ذهنية خمشت رأسها الفاتر، إبتسامة البائعة المرحية، عرضها أصنافاً عديدة، بخها من قوارير مخصصة للعرض في مناطق متفرقة من يديها وأجزاء من ساعدها تحول يدها الجغرافي منطقة تنافس للروائح، هي تفضل في العادة إختبار الروائح عبر جلدها، تعيد تقليب الزجاجة، تلصقها إلى الأنف، ولا أثر للرائحة.

أرادت نزع سدادتها العصية عن الفتح وخافت، كانت محفورة بحروف غريبة، غير واضحة تشبه آثار حروف قديمة، جلست على طرف السرير تاركة الزجاجة بين فخديها، استبعدت ذاكرتها الهدوء النسبي في المحل، إنبعاث موسيقى خافتة لآلة سكسفون، تجاهلت أنها شعرت بإنزعاج أهملته عندما اكتشفت نظرة زوجها المهتمة بالبائعة...

التفتت على حركة خطوات تدخل المحل، كان هو، عندما أخفضت رأسها لتدفق في الحروف المنقوشة على الزجاجة (حروف جنوبية قديمة)، وقفت وسقطت الزجاجة في فراغ لا نهائي، اختفت من ذاكرتها، وخزانة عطورها للأبد، لتعود مصادفة لقائهم، لحظة عرضية منفصلة عن موقف وجودهما، جرفتها فوضى تشكل الأحداث، أخذت الإلتفانة حيزاً زمنياً قصيراً، لكن ذاكرتها ستضخمها، فيما موقف وجودهما (شراء العطر) سيتضاء لهامش للإلتفاتة، قد تكون لحظة تتقيأ الماضي أو تقيأهما الماضي، ما تعني تلك المصادفة: تراه بعد كثافة غياب، هناك عنصر فاجأ الإثنين، عدم توقع أن يشوف أحدهما الآخر بقطيعة مع الماضي أو حياد، لكنه حياد موقت.

غرابة مثيرة أكثر من زجاجة عطر لا تدري كيف دخلت كيس عطورها، ثم أكثر من إختفائها المفاجئ دون وعيها ذلك، عنصر المفاجأة في إدراكها المتأخر أنها لمحته....

أحداث ومشاهد... وعلاقات مشبوهة متجاوزة الخط الأحمر... وذكريات تأتي من ماضٍ لعله بعيد تفلفلت فيه رائحة لزجاجة عطر ظلت تشكل إشارة إستفهام عبر مناخات وأمكنة وأحداث رواية أثارت مكامنها حشرات الذاكرة.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786140211209
سنة النشر: 2014
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 216
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين