شارك هذا الكتاب
منزلة التمثيل في فلسفة ابن رشد
الكاتب: فؤاد بن أحمد
(0.00)
الوصف
كان التمثيل عند أبي الوليد بن رشد (599هـ / 1198م) موضوع فحص منهجي ومنطقي من جهة، كما كان أداة مسخّرة للنظر بين الفلسفي والعلمي من جهة ثانية. فبما أنّ الرجل كان قد خصّص أعمالاً للنظر في أوجه القول، كما خصّص أخرى لمعالجة مسائل فلسفيّة وعلميّة مختلفة، لا بدّ أن يكون قد فحص التمثيل...
كان التمثيل عند أبي الوليد بن رشد (599هـ / 1198م) موضوع فحص منهجي ومنطقي من جهة، كما كان أداة مسخّرة للنظر بين الفلسفي والعلمي من جهة ثانية. فبما أنّ الرجل كان قد خصّص أعمالاً للنظر في أوجه القول، كما خصّص أخرى لمعالجة مسائل فلسفيّة وعلميّة مختلفة، لا بدّ أن يكون قد فحص التمثيل (وما يدخل في شبكته الدلاليّة) بما هو وجه من وجوه القول، كما يفترض أن يحضر التمثيل كأداة يعملها القول والنظر في تلك المسائل الفلسفيّة والعلميّة، ويفترض أيضاً أن يكون لجديّة النظر في التمثيل موضوعاً انعكاساً على طبيعة استعماله أداة. غير أنّ تعامل ابن رشد في التمثيل يضع الباحث في حيرة من أمره؛ فهو، من جهة، يعدّه من باب الأقوال الخطابيّة المقنعة أو المخيلة، التي لا تفيد العلم أو اليقين بالذات، حيث كان بالمقابل لا يترك مناسبة الا ويعلن فيها البرهان الى مجال الخيال. فديباجات كتبه يشهد لاتنصاره المبدئي للبرهان وقصده إلى التقاط الأقاويل البرهانية ووعده بالتمسّك بشرائطها؛ كما تشهد نصر من أقوى آلية التمثيل، سواء كانت مثالاً أو شبيهاً بالنسبة - كانت عند ابن رشد آلية تداولية منفتحة؛ فهي تأخذ بعين الإعتبار وضع المخاطب وطبيعة تكوينه ومدى إقتسامه والمتكلم مجالاً مشتركاً من المعارف والقيم، فالتمثيل لا يخاطب المخاطب إلا بجزء مما يعرف، وهذا الحب الذي يعرف هو بوابة للإكتشاف والتعرف على جوانب أخرى مجهولة إلى ذلك الحين.
وربما لا يسمح القياس البرهاني بهذه الإمكانية، بالنظر إلى كونه يقوم على نوع من اللغة المنفصلة عن الذات، ويقصي تبادل السؤال والجواب، ويستبعد الحيثيات المقامية والتداولية للتدليل الفعلي، ففي التمثيل يتم الأخذ بعين الإعتبار الخصم العياني، على خلاف البرهان الذي تتراجع فيه الذات أمام لغة قارة تفرض نفسها على الجميع.

وإلى هذا، فقد توسع ابن رشد في إستخدام الجهاز التمثيلي الذي كان سابقوه وقد استعملوه لحل صعوبات الأقوال العلمية والفلسفية والثيولوجية كما ابتكر تمثيلات وإستعارات أخرى خاصة به، فأصبح هذا الجهاز متشعباً؛ أي فاعلاً، ذا أثر في فحصه وفحص من أتى بعده لهذه القضايا، ومن وجهة نظر تاريخية الفكر، يبدو وأنه لا جدوى من المقارنة بين الجهازين التمثيليين المستعملين من قبل أرسطو وابن رشد، إذ تبين أنه بقدر ما تكون هناك بلورة جديدة للفكر على يد أبي الوليد؛ يكون هناك أيضاً نوع من الإحراج الجديد للمثال.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786140210332
سنة النشر: 2014
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 456
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين