المجتمع السوري وتحولاته عبر الزمان والمكان، وخضوع الوضع السياسي السوري لتجاذبات محلية وإقليمية ودولية، وتأثير الحرب الأخيرة الجارية على العلاقات الأسرية والأفراد، وعلى الوضع العام في البلاد من قتل وتهجير وتشريد وغيرها من موضوعات تطرحها الروائية السورية سميرة المسالمة...

المجتمع السوري وتحولاته عبر الزمان والمكان، وخضوع الوضع السياسي السوري لتجاذبات محلية وإقليمية ودولية، وتأثير الحرب الأخيرة الجارية على العلاقات الأسرية والأفراد، وعلى الوضع العام في البلاد من قتل وتهجير وتشريد وغيرها من موضوعات تطرحها الروائية السورية سميرة المسالمة للنقاش في هذه الرواية على الرغم من كل المسارات المتعرجة والمصائر القاتمة والتي لم تنتهِ حتى كتابة هذه السطور.
وفي الرواية، تتكشف العلاقات التي ترصدها الروائية عن منظومتين اثنتين من القيم تنتظمان الإجتماع السوري بمظاهره العامة، إحداهما تنتمي إلى عالم السلطة والقوة والمال (ضباط أمن، رجال أعمال، سياسيون نافذون) ، والمنظومة الأخرى تنتمي إلى الواقع المعاش وأبطالها الناس العاديون والمثقفون والطبقة العاملة وحتى الأطفال. أما العلاقات بين هاتين المنظومتين فتقودها قوى الأمر الواقع، والتي نتج عنها هذا الإصطدام الظاهر والمقنع، في إشارة من الكاتبة إلى انطلاق الثورة السورية العام 2011 وإلى ما تعرضت له هي أثناء قيامها بواجبها المهني في الصحيفة التي كانت تعمل فيها، حيث صدر أمر بإقالتها من منصبها بسبب قولها كلمة (حق) ولا شيء غيرها.
تقول الكاتبة سميرة المسالمة في ثنايا عملها: "ربما يتفرد بلدنا بميزة أن الصحفي يتحول من رقيب وصاحب فكر إلى شريك، وأحياناً محرضاً على جريمة منظمة تستهدف الإنسان في أبسط متطلبات حياته، وتلغي حقوقه في أقل درجاتها الإنسانية. أكتب لأن الكتابة تعرّي ضعفنا، تكشف عمق تناقضاتنا، وتضعنا في مواجهة مع روحنا، كما خلقها الله، قبل أن تمتد إليها بشاعة أطماعنا الملوثة بضنائننا، أريد دائماً أن أعرف حجم ذلك التشوه الذي سكنني، فأخط كلماتي وارقب عكسها الذي أنشره، لم نسمح لهم فقط أن يشوهونا بل نتشارك معهم جريمة تغييب الشعب من حساباتنا، نكتب من أجلنا ككتّاب، ومن أجلهم كسلطة، والناس – الجماهير العريضة – تسقط من حساباتنا كما سقطت من حسابات الحاكم والحلقات التي تدور في فلكه من قبلنا".