-
/ عربي / USD
جاك كيرواك، الشاعر الأكثر تميّزاً وشهرة بين أفراد الطبقة المُثقفة الأميركية، كونه اشتغل في كل مجالات الشعر التقليدية بما فيها السّونيت، القصيدة الغنائية، التّرانيم المقدسة، والبلوز الذي أسسه على مصطلحات الجاز والبلوز معاً، حيث أنه كيّف بنجاح الهايكو مع الإنكليزية فيما ألّفه من هايكو أميركي.
يصرّح كيرواك، أن الهايكو الغربي يُمكنه قول الكثير في قصيدة من ثلاثة أسطر، وفي أي لغة غربية، والأهم أنّ على الهايكو أن يكون بسيطاً، وحرّاً من كل خدع الشعر ليخلق صوراً صغيرة منعشة ورشيقة، كما الأوبرا الرّعوية لفيفالدي.
بين عامي (1956-1966) دوّن مئات المقاطع من الهايكو على شكل مسودات ملفوفة لِتُحشَرَ في جيب قميصه، حيث يمكنه حملها إلى كل الأماكن. مقاطع طازجة عفوية، ومن ثلاثة أسطر.
منها اختار ما ضمَّه في "كتاب الهايكو"، بعد أن حثّ صديقه الفرنسي "لرونس فيرلينغيتي" على نشره (1961)، مع خمسة أعمال أخرى ما بين عامي (1961-1965). وما تَبقّى من أعماله قد دُسّ في رواياته، ورسائله، أو نُشِر في مجلاتٍ أدبية صغيرة.
اعتبر غينسبرغ أن كيرواك هو سيد الهايكو، إذ كان يتكلم ويفكر كما يكتب. قصائده البعيدة عن الثبات بل القادرة على إذابة ماهية الموضوع، والطبيعة السريعة للزوال، ووجودها المتلاشي، بالإضافة إلى الوميض الآسر لكلمات تملك حساسية عالية تجاه الأشياء الزائلة، مع قدرته الواضحة على استحضار غواية القلق الفردي من الانزلاق في مجتمع قاسٍ وحيادي، في الأوقات التي كان الاستسلام فيها مرفوضاً.
من إحدى صور كيرواك الضاجّة بحيوية وتفرد الامتداد: طواحين، أوكلاهوما تلوحُ، من كل الجهات، زهرة واحدة، على الجرف، تُومِئ للوادي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد